وقد تفاجأ زوخ، عند تقربه من البنايات التي كان عمال البلدية يحاولون هدمها بالمزرعة، بوجود أربع عائلات ترفض الخروج من بيوتها القصديرية، لأنها لم تستفد من السكنات الجديدة، فتعطلت وأوقفت بهذا عملية الهدم.

وفي البداية حاول مجموعة من الشباب شرح وضعيتهم الى الوالي لكنه رفض تماما التحدث معهم واكتفى بالإشارة بإصبعه إليهم، فثار هؤلاء السكان بعد أن شعروا وفسروا حركة زوخ على انه استهزأ بهم، فصاح احد الشباب في وجه الوالي قائلا" هذي بلاد هذي، يا زوخ الشعب هو إلي دارك، الشعب هو الي رجعك راجل في هذا المنصب" وأضاف أخر "الوالي هرب، هرب من الشعب ديالو، وما يقادرش الشعب التاعو، يا ناس كلنا جزايرين"

وبعدها توجه هؤلاء المحتجين إلى قوات الدرك الوطني التي كانت متواجدة بكثرة، حيث نشبت بينهم مشادات كلامية، وقال احد الشباب لهم "لم تتركونا نتكلم مع الوالي، درتو بيه ما خليتونا حتى نتكلمو معاه" ، وأضاف "ما رانا رافدين والو، لا تخافو لن اقتله"

وبعد رحيل الوالي زوخ ، تقربت "يڨول" من بعض أفراد العائلات المحتجة، فعبر لنا احدهم وهو أب لثلاتة أطفال انه "يبلغ من العمر 43 سنة ورب عائلة أعيش هنا منذ نهاية الثمانينات، وأنا أعيش أمام الوادي، مع آسرتي واجهنا كل المخاطر وانتظرنا بفارغ الصبر هذه اللحظة، ولكن المسؤولين كان لهم كلام أخر، لا ادري لماذا لم استفد من سكن أين سأذهب مع أولادي، لماذا هذا التمييز، هناك جيران عندهم سنة من مجيئهم وتحصلوا على سكن، أنا نقولهم شيء واحد لن اخرج من بيتي هو فعلا قصديري لكنه يحمي عائلتي، يخرجوني ميت من هنا وأنا أصلا راني ميت"

وتحدث إلينا شاب أخر، وتساءل عن سبب عدم منح الدولة سكنات إلى كل السكان، انأ وعائلتي عمرنا ما استفدنا لا من أراضي ولا من سكنات، لماذا ؟ جاوبوني"...

وللتذكير فان العاصمة وبعض الولايات المجاورة، تشهد اليوم السبت، اكبر عملية ترحيل منذ الاستقلال للمستفيدين من السكنات الاجتماعية ضمن برنامج القضاء على السكن الهش و القصديري بعد الدراسة النهائية للملفات.