معابر: بقلم Øميد عبد القادر
واسيني والرئيس بن بلة.. الروائي كائنا عاطÙيا
الكاتب : stcloudhamid@yahoo.fr
يتعامل الروائي مع التاريخ معاملة عاطÙية، ويخلق مع الØدث، ومع ما جرى ÙÙŠ Ù„Øظته الآنية، أو الماضية، علاقة متميزة، يضع Ùيها Ø£Øاسيسه، وشعوره، وكل ذاتيته. هذا ما لمسته وأنا أقرأ رواية "أصابع لوليتا" للروائي الكبير واسيني الأعرج الذي يعر٠عنه ولعه الشديد بالتاريخ، وجعله الرواية انتقالا مستمرا بين الآني والتاريخي، ما جعل جل أعماله الروائية تكتسي هذه اللذة التي قلما نجدها ÙÙŠ الرواية الجزائرية.
عر٠واسيني كي٠يدخل معبد التاريخ، بلمسة الروائي، ويقرأ اللØظات الماضية قراءة Ùنية موغلة ÙÙŠ التÙاصيل. ولا أعتبر هذا ميزة سلبية، ولا أقول إن الروائي واسيني يزي٠التاريخ، ويØور Ø£Øداثه بذاتيته، وأØاسيسه المبالغ Ùيها، وشعوره الظاهر والبارز بالتعاط٠مع ما قد يبدو غير قابل لذلك على من تعود على كتب التاريخ الصارمة. وعليه Ø£Ù†ØµØ Ù…Ù† يقرأ روايات واسيني بأن يتØلى بشجاعة قبول تØوير الواقع، والدوس على الأÙكار الجاهزة. ÙالبØØ« عن الØقيقة ÙÙŠ الرواية يعد بمثابة ركض وراء الوهم. المهم ÙÙŠ الرواية هو البØØ« عن التÙاصيل.
ها قد تعاط٠واسيني مع الرئيس Ø£Øمد بن بلة، ÙÙŠ روايته "أصابع لوليتا"ØŒ وأظهره ÙÙŠ صورة إنسان يستØÙ‚ الشÙقة، ولم يساير أطروØات المؤرخ، بالأخص إن كان مؤرخا رسميا، قد يقدمه ÙÙŠ صورة مغايرة، Ùالذي اهتم به واسيني روائيا، ليس الØدث التاريخي ÙÙŠ شموليته، بقدر ما اهتم بتلك التÙاصيل الصغيرة التي تصور عذابات بن بلة ÙÙŠ سجنه، وهذا ما لا ÙŠÙعله المؤرخ الذي يهتم بالصيرورة العامة للØدث، دون الولوج إلى عمق المأساة وتÙاصيل النÙس البشرية. لهذا لم يخطئ الناقد الÙلسطيني Ùيصل دراج، لما كتب ÙÙŠ مؤلÙÙ‡ الشهير "الرواية وتأويل التاريخ"ØŒ أن الروائي العربي يقوم بتصØÙŠØ Ù…Ø§ جاء به المؤرخ، وبذكر ما امتنع عن قوله، مؤكداً أن الكتابة الروائية هي علم التاريخ الوØيد أو هي، ÙÙŠ أضع٠الأØوال، كتابة موضوعية تسائل ما جرى من دون Øذ٠أو إضاÙØ© على الرغم من أن الإبداع الروائي تطور ÙÙŠ شرط مقيد يهمش الموضوعية والإبداع معاً.
وقد تتجلى انقلاب 19 جوان 1965ØŒ الذي قاده العقيد هواري بومدين، ضد الرئيس Ø£Øمد بن بلة، بشكل إبداعي. وجاءت الرواية Ù…Øملة بØرقة الاستنكار، دون الوقوع ÙÙŠ ÙØ® العمى والكراهية التي تتخذ مواق٠نضالية، رغم أن الرواية ÙÙŠ Øد ذاتها تتخذ من الشخصية المØورية (يونس مارينا)ØŒ المثق٠النقدي والمناضل المتعاط٠مع الرئيس بن بلة والØركة اليسارية، كشخصية مركزية. ومثل كل الروايات العربية، استطاع واسيني أن يكتب تاريخ المقموعين، أو لنقل تاريخاً مقموعاً، مثلما Ùعل نجيب Ù…ØÙوظ، وعبد الرØمن منيÙØŒ وجمال الغيطاني، وغيرهم. ومنه نجد أن واسيني يسعى لخلق قراءة أخرى ومغايرة للتاريخ، ويقدم صورة مختلÙØ© عن الرئيس Ø£Øمد Ù† بلة. ومثلما جاء ÙÙŠ كتاب Ùيصل دراج دائما، تذهب الرواية إلى تلك الأماكن المهملة والمهمشة، وتÙتش عن الجوانب المنسية ÙÙŠ كتابات المؤرخين المقيدة بالكثير من الشروط التي تخل بالØقيقة والموضوعية. Ùقد "استدعى الروائي العربي المؤرخ وطرده لأكثر من سبب. Ùالمؤرخ يقول قولاً سلطوياً ناÙعاً، ولا يتقصى الصØÙŠØØŒ يهمش تاريخ المستضعÙين ويوغل ÙÙŠ التهميش إلى Øدود التزوير وإعدام الØقيقة". وقال واسيني Ù†Ùسه: إن الروائي يشتغل على الØاÙات المستØيلة والضÙا٠التي تكاد تمØÙ‰ لولا العلامات الصغيرة التي تØيلنا Ù„Øقيقة تشغل موضوع الرواية بشكل كبير". لذلك يعتقد أن التاريخ علم بآلياته واشتغالاته لكننا نتØدث عن التاريخ من Øيث اعتماده على آلة السرد والنقد الذي ÙŠÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ø±ÙˆØ§ÙŠØ© ØÙ‚ التÙاصيل الدقيقة التي لا تدخل مطلقا ÙÙŠ منهجية التاريخ.