الرئيسية التعليق الله يستر


ببساطة

م. إيوانوغان

الله يستر


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- صديقي النيجري
- الانتقال الديمقراطي والانتقال التاريخي
- إسرائيل والغضب العربي

هل تملك الجزائر وسائل إستباق أي تطور يحدث على الساحة الأمنية عند جيرانها؟

ماديا وبشريا، يحظى الجيش الجزائري بإعتراف القوى العالمية بقدرته على مكافحة الإرهاب. لكن كل الوسائل المادية والكفاءات البشرية والاعتراف الدولي لا يكفي إذا غابت النظرة الصحيحة لطبيعة الأحداث الجارية في محيطنا. وهذه النظرة يستبعد توفرها عند مسؤولينا، لسبب بسيط، أن الارهاب الدولي والإرهاب في الساحل وفي ليبيا يتحول بسرعة لا تستطيع الحكومات إستباقها.

وأخطر من هذا كله، أن الإرهاب الدولي ينفذ مخططات جاهزة لا يمكن لحكومات كحكومتنا أن تعرف متى سيدخل المخطط حيز التنفيذ، والتجربة مليئة بنماذج فشل حكومتنا في إستباق مخططات الجماعات الإرهابية. فقد سبق للجماعات الإرهابية أن فاجأت الحكومة الجزائرية بإحتلال شمال مالي، مع أن الجزائر على علم بطبيعة الوضع في المنطقة وتسعى لحل النزاع القائم هناك بين الأزواد والحكومة المالية منذ عقود ونشاط الجماعات الارهابية من خطف الأجانب وكسب الفدية... لم مجهولا أيضا من قبل الحكومة الجزائرية. ضف إلى ذلك كانت الحكومة الجزائرية السباقة إلى التحذير من إنتشار السلاح الليبي في كل إرفيقيا...

حدث نفس الشيئ عندما قرر أنصار الدين الزحف نحو جنوب مالي وتسارعت الأحداث، ليتدخل الجيش الفرنسي في المنطقة... والجزائر إكتفت برد الفعل فقط. واليوم تشعر الجزائر بخطر كبير قادم من توحد الجماعات الارهابية تحت لواء تنظيم جديد إسمه الدولة الإسلامية وتشعر بإحتمال حتى أن تكون للتنظيم سلاح جوي تستطيع أن تستعمله ضد الجزائر. وفي هذه الأثناء تفضل حكومتنا أو سلطاتنا العسكرية والمدنية إطلاق إشارات لفتح النقاش حول ما إذا كان يحق للجيش الجزائري التدخل خارج حدوده أم لا.

مؤكد أن سلطاتنا تتوفر على معلومات كافية حول الأوضاع الأمنية في ليبيا ومؤكد أيضا أنها قادرة على التأثير على الأحداث، لكن تأخرها أو ترددها أو تركها المبادرة لغيرها هو الذي جعل ويجعل الجماعات الارهابية في كل مرة تفاجئ الحكومة الجزائرية.

وبما أن هذه الجماعات لا تتحرك من مغارات تورابورا، كما كنا نعتقد، بل من مخابر متطورة تزودها بالمعلومات الكافية عن كل دولة... فهي تدرك حتما نوعية الضربة الذي ستحضرها للجزائر. والله يستر