الرئيسية التعليق صديقي النيجري


ببساطة

م. إيوانوغان

صديقي النيجري


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- تيقنتورين، إيبوسي، هيرفي غوردال
- تغيير اللهجة لا يعالج المرض
- عذرا يا إيبوسي

مصطفى صديق ترقي من النيجر، والأصح رسميا وإداريا ومن زاوية القانون الدولي، أن مصطفى صديق نيجيري من قبائل التوارق.

لكن الصفة الأولى هي الأنسب لمصطفى، لأن المنظومة المدرسية التي تعلم فيها، لم تمنحه صفة المواطن النيجيري. سألت مصطفى عن اللغات التي تعلمها في المدرسة، فكان جوابه الفرنسية والانجليزية. وماذا عن الترقية أو الأمازيغية، فجوابه أن الترقية لا تدرس في النيجر. وأي لغة محلية تدرسونها إذن؟ مصطفى يجيب: ولا لغة محلية.

الأمر غريب، لكن إلى هنا النيجر تنتمي إلى المنطقة الفرانكوفونية من إفريقيا ومن ثمة الفرنسية كانت ومازالت هي اللغة المحلية هناك، فالأمر مفهوم. سألت مصطفى عن موقع النيجر في منظومتكم التربوية، فكان جوابه "الجغرافيا". فقط؟ يجيب مصطفى "الجغرافيا والديمغرافيا". بمعنى أن الأطفال النيجريين، يعرفون موقع بلدهم في خارطة العالم ويعرفون القبيلة أو العرق الذي ينتمون إليه وكفى. ثم هناك أطفال لا يتوجهون إلى المدرسة الحديثة أو المدرسة العمومية، ويتوجهون إلى المدرسة التقليدية، أو ما يسميه مصطفى "لاميديرسا" لأن المدرسة الأخرى هي "ليكول" وليست مدرسة.

الصنف الثاني من الأطفال يتعلمون اللغة العربية، زيادة على الفرنسية والانجليزية، لكن لا شيئ عن االنيجر. لم أفهم بعد السياسة التربوية للنيجر، وهي نفسها في البلدان الإفريقية الفرانكوفونية الأخرى في حدود علم مصطفى، إلا عندما أطلعني صديقي عن الأطوار التعليمية التي مر عليها، منها: "كور إيليمونتير 1 " و"كور إيليمونتير2" و"كور موايان 1"... وهي نفس الأطوار التي كانت سائدة في الجزائر أيام الاستعمار، وتم تغييرها بعد الاستقلال بعدة تسميات.

أنتم إذن ما زلتم تتلقون التعليم الاستعماري؟ يجيب مصطفى "الاستعمار النفسي نعم". ولا أدري ماذا يعني الاستعمار النفسي عند المتحدث، لكن بهذه الطريقة الاستعمار قائم نفسيا وذهنيا وسياسيا وإجتماعيا... ولم تترك فرنسا الاستعمارية للنيجريين والأفارقة عامة، سوى حكومة محلية تواجه مشاكل الفقر والعزلة وتحمي ثروات النيجر من الانتقال إلى غير المصالح الفرنسية. ولم تترك فرنسا الاستعمارية للنيجر ولا لأي بلد إفريقي آخر الفرصة ليصبح أمة لها تاريخ وشعب وأرض يعيش عليها أبناء هذه الأمة...

مصطفى يقول أن أبناء بلده "كل واحد منهم يرى الآخر أجنبي عن هذا البلد"، وربما الحل هو في إعادة إلحاق النيجر بفرنسا أو السماح لكل قبيلة بتأسيس دولة. وحينها ستضطر فرنسا لتجنيد كل مواطنيها وإرسالهم إلى إفريقيا لحماية مصالحها. وحاليا مصطفى بحاجة ل225 أورو لمواصلة دراسته في مدرسة خاصة.

 

Â