الرئيسية سياسة هيئات رسمية

ماذا يقصد بوتفليقة بإعادة النظر في مكانة جبهة التحرير في الديباجة الدستورية

ترسيم نهاية الشرعية الثورية جميل.. لكن


15 ماي 2014 | 22:30:00
shadow

أهم ما جاء في مسودة التعديل الدستوري التي وزعها أويحيى اليوم الخميس على الأخزاب المنظمات والشخصيات، هو التعديل المنتظر أن تعرفه الفقرة الخاصة بمكانة جبهة التحرير الوطني في ديباجة الدستور.


الكاتب :


فالفقرة السارية حاليا تنصل على ما يلي " وقد توّجت جبهة التّحرير الوطنيّ ما بذله خيرة أبناء الجزائر من تضحيات في الحرب التّحريريّة الشّعبية بالاستقلال، وشيّدت دولة عصريّة كاملة السيّادة". أما الصيغة الجديدة المقترحة لهذه الفقرة فجاءت كالتالي ""وبعد أن توجت الحرب التحريرية الشعبية، بقيادة جبهة التحرير الوطني وبفضل ما بذله خيرة أبناء الجزائر من تضحيات، أقدم الشعب الجزائري على تشييد دولة عصرية كاملة السيادة". والفرق بين الصيغتين واضح بحيث لن تكون حبهة التحرير إن مرر بوتفليقة تعديله "تتويجا لتضحيات خيرة أبناء الجزائر" بل ستكون "حرب التحرير الشعبية" هي التي توجت هذه التضحيات وجبهة التحرير كانت قائدة فقط. ولا ندري ماذا يعني التمييز بين الشعب الجزائري وجبهة التحرير في الدستور، هل المقصود منه هو الاعتراف بوجود مكونات أخرى ممثلة للشعب الجزائري أيام الثورة التحريرية؟ وهذا طرح يدافع عنه أنصار الجزائر الفرنسية بشكل أساسي أم المقصود هو الاعتراف بتعددية الحركة الوطنية؟... علينا أن ننتظر الأيام لمعرفة طبيعة النقاش الذي سيصحب مثل هذا التطور في طرح تاريخ الثورة التحريرية على المستوى الدستوري. 

أما التغيير الثاني الواضح أيضا في الفقرة، فيتعلق بتشييد الدولة العصرية من طرف "الشعب الجزائري" وليس "جبهة التحرير" مرة أخرى، والمستهدف هنا هو الحزب الواحد بعد الاستقلال. عهد الشرعية الثورية إذن سيتم ترسيمه بدأ من ديباجة الدستور، لكن هل يتطلب هذا الأمر فتح الجدل حول علاقة الشعب الجزائري بجبهة التحرير التاريخية؟

 ومقابل الفصل بين جبهة التحرير والشعب الجزائري، فإن بوتفليقة أدرج فقرة جديدة في ديباجة الدستور تفرض على الشعب تبني سياسة المصالحة التي ميزت حكمه على طريقة التصحيح الثوري الذي فرض على الجزائريين إلى غاية الالغاء الرسمي لاحتفالات 19 جوان من سنوات قليلة.

م. إيوانوغان



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق