الرئيسية مجلة "يڨول" تحقيق وروبورتاج

رحلة عبر الخط البحري "وسط العاصمة- عين البنيان"

التذاكر في السوق الموازية.. التحرش الجنسي.. التأخر...


25 أوت 2014 | 13:20
shadow

الرحلة الأولى على متن عبارة "عين البنيان- وسط العاصمة" لا تشجع المسافر على استعمال وسيلة النقل هذه مرة أخرى، بعد شهر فقط من إطلاقها تحت إشراف عمر غول شخصيا ووالي العاصمة بحضور السلطات المحلية والفنانين...


الكاتب : سهام إصولاح


قصدت "يڨول" ميناء الجزائر ، لترصد الظروف التي يتنقل فيها المسافرين، باعتبار استخدام الباخرة كوسيلة نقل للمسافرين الاولى من نوعها في الجزائر العاصمة. و كانت الساعة الثانية زوالا لما سألنا احد الأعوان العاملين في عين المكان على وقت وصول الباخرة. أخبرنا أن وقت وصولها الساعة الثالثة و الربع، لتنطلق على الخامسة و الربع متجهة الى ميناء الجميلة بعين بنيان ، لكن الباخرة لم تصل قبل الرابعة و النصف بعد الزوال .

بينما كنا ننتظر في الميناء، الفوضى تعم المكان وأعوان الأمن بالعشرات زيادة على أعوان الميناء... ما جعل بعض المسافرين يشبهون المكان بملعب كرة قدم. وفي ظل الحرارة التي كانت مرتفعة و عدم توفير الخدمات المناسبة للمواطنين ككراسي الانتظار، استاء المسافرون، خاصة الذين يخوضون التجربة لأول مرة . أحد هؤلاء المسافرين يقول " ما كنتش نستنى تكون هكذا ، وشنوا هذا ، الجزائر عمرها ما تتبدل ، كي يديروا حاجة جامي تفيد الناس ، يا يدروا حاجة تصلح يا مكلاه .............".

وعلى طريقة الملاعب الكروية، اشترى مواطن تذاكر و أعاد بيعها خارج الميناء ، حسب ما شهادة نسيمة التي كشفت لنا أن البائع عرض عليها ان تشتري منه التذاكر بحجة انه اشتراها من اجل أصدقائه و لكن لم يحضروا ، والظاهر أن المتحدثة متعودة على السفر عبر هذه العبارة وأكدت لنا أن بيع التذاكر خارج الميناء ظاهرة متكررة في الموقع .

بعد ساعة ونصف من الانتظار ، دخلت رست الباخرة وسط غضب المواطنين بسبب التأخر، في حين بدأ البعض في التصفيق وترديد أغاني الملاعب وتشبيه العبارة بباخرة "التيتانيك" . ولحظة الركوب تبدأ أحداث التحرش الجنسي ، وهي ايضا ظاهرة تم تدشينها بتدشين الخط البحري، حسب تأكيد مصادر من الميناء، مما فرض على الأعوان العاملين هناك فصل الرجال عن النساء على متن الباخرة. وقبل أن تنطلق عملية تفتيش التذاكر، إقتحم المسافرون الحاجز الأمني وحتى النساء هاجمن الباخرة ودخلن السباق في كل الاتجاهات رفقة أطفالهن...

إنطلقت الرحلة قبل الأخيرة في اليوم ، والجميع لاحظ أنها قديمة ، عكس ما كانوا يعتقدون أو ما فهموه من الاستعراضات التي أقماها وزير النقل بمناسبة تدشين الخط. أما الخدمات التي تحدث عنها الوزير فلا أثر لها، وقوارب النجدة غير متوفرة، مسافرون جالسون ، على حافة الخطر ... مشاهد أثارت استياء الركاب ، مثل المسافرة التي قالت لنا "المرة الأولى و الاخيرة التي سأركب في هذه الوسيلة بسبب عدم وجود الأمان و الراحة ".

وأثناء الرحلة ، قام بعض الموا طنين برمي فضلاتهم في البحر ، و قام الأطفال بتوسيخ كل المراحيض .

وكانت ظروف النزول على خط الوصول مثل ظروف الركوب. وكل هذه الأحداث جعلت المجربين لأول مرة للباخرة يؤكدون أنها المرة الأخيرة التي يصعدون فيها في العبارة ، و قال "م.ن" أن "الباخرة ليست مثلما وصفوها لنا على شاشات التلفزيون..."

 

 

 

 

 



مواضيع ذات صلة

التعليقات

  1. عابر سبيل   26 أوت 2014

    كالعادة, الله غالب الدولة غائبة و الشعب همجي

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق