الرئيسية التعليق تيقنتورين، إيبوسي، هيرفي غوردال


ببساطة

م. إيوانوغان

تيقنتورين، إيبوسي، هيرفي غوردال


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- صديقنا المحتال
- وداعا ندير
- 'كي تشبع الكرش.. الراس يحبس'

من تيقنتورين إلى هيرفي غوردال، مرورا بإيبوسي. أفعال معزولة لا تغير شيئا من معادلة الخطر الارهابي والعنف الاجتماعي في بلادنا.

المتغير الوحيد أن الضحايا أجانب، لكنه متغير كافي لقلب الصورة وجعل اسم الجزائر يرتبط مجددا بال"لاإستقرار". الذي لا تريد سلطاتنا فهمه أن النملة أو الذبابة أو أي حشرة، لا يمكن محاربتها بالدبابات والطائرات الحربية ولا بمضاعفة أعداد أفراد الجيش وأسلاك الأمن المختلفة، بل يتم ذلك بتنظيف المحيط وجعل الاستقرار فيه حقيقة معاشة وليس صورة تلتقطها كاميرات التلفزيونات العالمية. لأن هذه الكاميرات مثلما تلتقط لك صورة جميلة ساحرة، فهي قادرة على التقاط صورة أخرى عنك مروعة ومنفرة.

كل شيئ عندنا قائم على الصورة: من الاقتصاد الغائب تماما والذي تغطيه حقول البترول في الصحراء، إلى الوضع الأمني الذي تغطيه حواجز الشرطة والجيش المقامة عند مداخل المدن والديمقراطية الغائبة أيضا وتغطيها انتخابات مزورة ومؤسسات لا تقوى على اتخاذ القرار. المؤسسة الوحيدة القائمة عندنا وتتولى كل شيئ، من مهامها العسكرية إلى المهام المدنية، هي مؤسسة الجيش. أما بقية الجزائريين فكلهم مشاريع للتطرف السياسي أو الاجتماعي أو الفساد الاقتصادي...

تيقنتورين وهيرفي غوردال وإيبوسي، صفارات إنذار فقط، وسلطاتنا ليست متعودة على أخذ صفارات الإنذار محمل الجد ما دام الانفجار الذي تنبأ به الكثيرون لم يحدث، وربما لن يحدث وكلنا نأمل أن لا يحدث... لكن أفعال معزولة مثل تيقنتورين وهيرفي غوردال وإيبوسي ستتكرر من حيث لا تنتظرها قوات الجيش. لأن هذه الأخيرة تبني توقعاتها على مخاطر الحرب وتحرص على استباقها. ولا يمكن للجيش أن يستبق شاب يلقي حجرة من مدرجات ملعب كروي ويتسبب في قضية دولية أو سائح أجنبي يتنقل لممارسة هوايته في أي مكان على مساحة مليوني كيلوومتر مربع... والأحداث المشابهة سيناريوهاتها غير قابلة للاحصاء، ومن مثل هذه الأحداث تنتطلق الأحداث الكبرى.

علينا إذن، أن نصنع حدثا كبيرا بأنفسنا وننطلق في مشروع مجتمع جديد و مشروع سياسة جديدة و إقتصاد جديد... أما الحدث الكبير الذي يأتي من تلقاء نفسه ومن طبيعة الحياة... فسيطول مسار تحويله إلى مشروع مشروع منتج للاستقرار.