الرئيسية التعليق وداعا ندير


ببساطة

م. إيوانوغان

وداعا ندير


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- الانتقال الديمقراطي والانتقال التاريخي
- 'كي تشبع الكرش.. الراس يحبس'
- حمار علامة 'مرسيدس'

صعب أن تستيقظ على وقع خبر وفاة زميل في المهنة، وزميل من جيلك التحق بالصحافة في نفس الفترة التي التحقت فيها أنت. واجهتما نفس التحدي: تحدي إنجاح الصحافة الفتية التي هجرها أغلب الصحفيين المتمرسين بسبب التهديد الإرهابي وغياب الحوافز المادية، بل وأدنى شروط نجاح التجربة... زيادة عن المقاومة السياسية للصحافة المستقلة من قبل السلطة المحافظة...

كل هذه الأوضاع لم تمنع نذير وأبناء جيله من رفع التحدي رغم انتقادات الزملاء المخضرمين. ومرت العاصفة، لكن نذير نسي أو لم يكن بوسعه أن يدرك أن منعرج زرالدة كان ينتظره ليلة الخميس إلى الجمعة لينحرف بسيارته ويجعله يتخلف عن الموعد الذي ضربه لعائلته في القليعة، على أن يكون بينهم في البيت بعد نصف ساعة.

معروف على نذير الفطنة وحب المغامرة، ومعروف عليه حب الحياة أيضا. وعند سماعي خبر وفاته من جهاز هاتفي وأنا في طريقي إلى العمل، ركنت السيارة ولم أدر ما أفعل. هل ألقي بجهاز الهاتف من نافذة السيارة أم أترك السيارة وأعود إلى البيت بأي وسيلة أخرى، لأنني فقدت الرغبة في العمل وحتى الرغبة في الحياة.

ندير ليس أو من يفارق الحياة من معارفي وأصدقائي وزملائي وأقاربي، وآخر دردشة بيني وبينه كانت مناوشة على الفايس بوك وأمرني أن أسحب ما كتبته له حتى لا تسيئ العلاقة بيننا وفعلت. ما جعل خبر وفاة ندير ليس كأي خبر وفاة عندي، هي القواسم المشتركة بين جيلنا من الصحفيين والجزائريين عامة. جيل تربى على قيم وأحلام جزائر عزيزة وغالية ولا بد من المحافظة عليها...

إختلفنا في المسارات وإختلفنا في تصور طريقة الحفاظ على الجزائر هذه... وبلغ بنا الأمر حد الاقتتال، وإستعدت بوفاة ندير صورة زميلي في الدراسة الذي لم أره إلى أن وجدت صورته على صفحات الجرائد ضمن أعوان الأمن الذين إستهدفهم كمين إرهابي...

بإختصار جيلنا خدع ولم يتحقق حلمه، حتى إذا حاولنا إقناع أنفسنا بنجاح مادي أو ظرفي ما... وربما لن تتحقق أحلامنا لأن أحلامنا لم تكن لا مال ولا مناصب.