الرئيسية التعليق صديقنا المحتال


ببساطة

م. إيوانوغان

صديقنا المحتال


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- صديقي النيجري
- حمار علامة 'مرسيدس'
- الانتقال الديمقراطي في رمضان

إستفاد من التعليم المجاني وسجل إسمه في المؤسسات التعليمية بمختلف أطوارها. وإنتقل ملفه من قطاع التربية إلى التعليم العالي بطريقة عادية وإستفاد من المنحة الجامعية ودرس في إحدى أكبر جامعات الوطن وتخرج منها بشهادة سمحت له بالعمل في قطاع إستراتيجي للدولة قبل أن يتم فتحة على القطاع الخاص ويرفع عنه إحتكار الدولة والحزب الواحد.

هو رب أسرة تتمتع بكل حقوقها في الدراسة والصحة والانتخاب والتسجيل في أي مجال ثقافي أو ثقافي... حدث كل هذا في نصف قرن من الزمن ولم تنتبه أي سلطة مدنية أو عسكرية في البلاد أن الشخص محل الحديث هنا، غير مسجل في سجلات الحالة المدنية لأي بلدية من بلديات الوطن.

ألهذه الدرجة يمكن لأي شخص أن يحتال على السلطات الجزائرية ويقيم فوق أرضها لأكثر من نصف قرن من الزمن بطريقة غير شرعية ويستفيد من كافة حقوق المواطنة؟ بغض النظر طبعا عن الحقوق الاجتماعية المهضومة لملايين الجزائريين ومنهم صديقنا محل الحديث في هذا المقام.

هل تتحرك العدالة الجزائرية لايقاف صديقنا الذي إحتال على الدولة الجزائرية وإستغل طيبة قلبها وسهرها على راحة مواطنيها، ليتسلل وسط أبنائها ويتعلم لغتهم وعاداتهم وطريقة لباسهم وأكلهم والله أعلم إن كان صديقنا المحتال قد فعل كل هذا حبا في العيش في الجزائر أم لآغراض أخرى يدركها أعداء الجزائر.

وإن ثبتت براءة صديقنا من تهمة الاحتيال وإتضح أنه  مواطن صالح وإسم والده المسجل في مربع الشهداء في بلدية مسقط رأسه، هي حقيقة ثابتة أيضا يشهد عليها كل أبناء البلدة الكائن فيها البيت الذي ولد فيه صديقنا، دون الحديث عن شهادة أهل الحل والعقد من المجاهدين الأحياء على مستوى ولايته التاريخية. إن ثبت كل هذا فعلى العدالة ان توقف فورا من أهمل سجلات الحالة المدنية في بلدية مسقط راس صديقنا أو غيرها، وتركها عرضة للرطوبة أو في متناول الفئران... حتى إختفى إسم ولقب ورقم تسجيل صديقنا.

ولأن القاضي الأول في البلاد قرر تقريب الادارة من المواطن فعلى صديقنا أن ينتظر إرتقاء الدائرة التي تنتمي غليها بلدية مسقط رأسه إلى ولاية ليستعيد حقه وتنتهي معاناته ويستخرج أخيرا جواز سفره.