العقل٠الإسلاميّ والديمقراطية: المÙصالØØ© المؤجلة
للأستاذ Ø£Øمد دلباني
الكاتب : أستاذ ÙلسÙØ© بجامعة بسكرة
Â
نود أن نتØدث، هنا، عن عوائق الدمقرطة والديمقراطية أمام العقل الإسلامي ÙÙŠ هذا الظر٠التاريخي الذي نعيشه والذي ÙŠÙØتم علينا أن نجابه مشكلات Ù…Ùجتمعاتنا بصورة بصيرة. Ùمن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† غليان السياسة الراهن والتوتر الإيديولوجي بين الشرق والغرب، إضاÙØ© إلى Ù…Ùجمل Ø§Ù„ÙƒÙˆØ§Ø¨Ø Ø°Ø§Øª الطبيعة السوسيو- ثقاÙية والتي تميز Ù…Ùجتمعاتنا البطريركية / القمعية، لا تØبذ الØديث عن الديمقراطية والØداثة السياسية ÙˆØقوق الإنسان ÙÙŠ بلداننا التي انتصر Ùيها – بÙعل Ùشل الدولة الوطنية العربية وهزائمها المتكررة - هاجس٠الالتÙا٠Øول الهوية ÙˆØلم٠الشÙاء من Ù…Ùغامرات التاريخ بمØاولة التطهر من الانخراط ÙÙŠ أسئلته Øتى لو تعلق الأمر بقضية الإنسان والØرية.
Â
هذا الأمر يترجمه، برأينا، نزوعÙنا الØالي إلى الانسØاب من مغامرة التأسيس لوجودنا ÙÙŠ Ø£ÙÙ‚ الأنسنة المنتصرة منذ Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ØªØ§Ø±ÙŠØ® مسرØا لبطولة العقل ومركزية الأنتروبوس. لم نشتغل على الخروج من زمن المطلق الذي ظل يعتقل المعنى ÙÙŠ النص، ويسجن٠جذوة الإنسان ÙÙŠ رماد مؤسسة التاريخ القمعي وقد جعل الإنسان جرمًا صغيرا يدور ÙÙŠ Ùلك المذهبية العقائدية المغلقة أمام صيرÙورات الزمن والمعرÙØ©. ورÙبَّما كان لتشرنقنا خارج مسار الØداثة الظاÙرة دورÙÙ‡ الكارثي ÙÙŠ غياب الإنسان الكبير Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù†ØªØµØ§Ø± المرجعيات التقليدية وثقاÙØ© إلغاء السؤال والØرية والمراجعة النقدية. هذا ما نشهده اليوم ÙÙŠ صراعنا الذي لا ينتهي Øول السلطة من منظور الØلم الدائم بØراسة المعنى الذي يصون "الهوية" باعتبارها Ùردوسا Ù…Ùقودا لمجتمع لم يستوعب جيدا "صدمة الØداثة" المÙروضة عليه منذ Ø£Ùاق على الاستعمار. وهل Ù†Øتاج إلى أمثلة ÙÙŠ ذلك؟ إن Øضور الخطاب الإسلامي الطاغي – ÙÙŠ أكثر أشكاله تقليدية - دليلٌ على مأزق الوعي عندنا، ودليل على ردود الÙعل الهوجاء لمجتمع ينتصر٠لقيم الÙØولة والذكورة والتقليد ردًّا على التØديث المتوØØ´ للدولة الوطنية العربية بأيديولوجياتها المختلÙØ© التي اعتمدتها برامجَ بناء وتنمية بعد Øركات الاستقلال الوطني.
Â
---------------
Â
من الواضØØŒ اليوم، أن الدعوة إلى "تطبيق الشريعة" ÙÙŠ بلدان الربيع العربي كشÙت عن هشاشة المطلب الثوري الأوليّ الذي تمثل ÙÙŠ الديمقراطية والØرية والكرامة والعدالة ومÙØاربة الÙساد. لم تكن Ù…Ùجتمعاتنا جاهزة للانقلاب على مخيالها الخلاصيّ التقليدي بعد أن قطعت رأس الملك. وهي ما زالت مسكونة بØلم العودة الكبرى للمÙخلص الذي سيملأ الأرض عدلا بعد أن Ù…Ùلئت جÙورًا. هذا المخيال الأسطوري لا يمكن أن يشكل معينا Ù„Ùكر جديد يدشن عهد الإنسان المتخلص من إرث الآلهة وسØر اللØظات التدشينية واستبداد المرجعيات المتعالية. هذا ما رأينا Ùيه انتÙاضات تÙتقر إلى Øضور التنوير والعقل النقدي والرغبة ÙÙŠ عتق المعنى من Ù…Øبس الماضوية وتØرير الإنسان من العيش ÙÙŠ كن٠دوØØ© الأب الغائب كعشبة Ø·Ùيلية. Ùلا ثورة إلا ÙÙŠ ظل الأنسنة: وربما هذا ما شكل وما زال مأزقَ الÙكر الإسلامي كله منذ تمØور Øول المطلق والمتعالي ولم ينÙØªØ Ø¹Ù„Ù‰ Ù„Øظة توثب Ø·ÙÙ„ التاريخ الرَّهيب وهو يرمي Ø¨Ø£Ù„ÙˆØ§Ø Ø§Ù„ÙˆØµØ§ÙŠØ§ المقدسة ÙÙŠ نهر النسيان، ويÙنصّب الإنسان على عرش التدبير بداية العصور الØديثة.
Â
قد Ù†Ùهم جيدا الانتصار السوسيولوجي Ø§Ù„ÙƒØ§Ø³Ø Ù„Ù„Ø®Ø·Ø§Ø¨ الإسلامي والØركات الإسلامية ÙÙŠ الأوساط الشعبية العربية باعتباره ظاهرة تكش٠عن الخيبة العامة والÙشل الكبير ÙÙŠ تØقيق التنمية المتوازنة، كما تكش٠عن هشاشة التØديث المتوØØ´ الذي لم ÙŠÙØصّن مجتمعاتنا من إمكان يقظة مارد الأصولية من جديد. هذا ما ÙŠØ·Ø±Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ†Ø§ بإلØاØØŒ اليوم، مشكلة الثورة والديمقراطية ÙÙŠ مجتمع ما زالت مؤسَّساته تقليدية ÙÙŠ عمومها. وربما أمكننا أن نرى ÙÙŠ انÙجار ظاهرة الأصولية الإسلامية عندنا مؤشرا على الشك الكبير الذي تزامن مع Ù…Øاولات تØديث المجتمع وبناء الدولة الوطنية، كما يمكننا أن نرى Ùيها انتقاما لمركزية الذكورة والبنيات القبلية البطريركية من قيم الØداثة التي لم ØªÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ إعادة ترتيب علاقات القوة ÙÙŠ مجتمعاتنا Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ù†Ø³Ù†Ø© والØريات التي ظلت تستند٠إلى قاعدة نخبوية قليلة العدد سوسيولوجيا. هذا ما ÙŠÙسر موق٠الإسلاميين السلبي من قضايا المواطنة والمÙساواة ÙˆØقوق المرأة والØريات الÙردية والجماعية. Ùما معنى صناديق الاقتراع أمام مواق٠مماثلة؟ هل الديمقراطية لعبة انتخابية وصناديق٠اقتراع؟ أم هي قيمٌ جديدة بوأت الإنسان مركز دائرة القيم والتشريع بعيدا عن سطوة المرجعيات التقليدية وعلى رأسها المرجعية الدينية المتعالية والطائÙية؟ هل يمكن٠إقامة المÙصالØØ©ØŒ اليوم، بين الديمقراطية والإسلام كما نعيشه ÙÙŠ شكله التقليدي المÙعبّر عن رغبة مضمرة ÙÙŠ اعتقال المÙجتمع ÙˆÙƒØ¨Ø Øركيته ووأد كل تطلع إلى الØرية والإبداع Ùيه؟
Â
---------------
Â
من الملاØظ، اليوم، أنَّ الإسلام بكل تياراته الÙكرية / التبشيرية وبكل توجهاته الØركيَّة / السياسية لم يستطع أن ÙŠÙدشن قارة الأنسنة ÙÙŠ ثقاÙتنا التي عاشت قرونا طويلة على اغتراب الإنسان داخل دائرة التعالي وطغيان المÙقدَّس الذي يضمØÙ„ أمامه كل تململ لجذوة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù†ØÙˆ الاستقلالية والإبداع. لم يستطع الإسلام٠المÙعاصر أن ÙŠÙعيد بناء ذاته ÙÙŠ Ø£ÙÙ‚ الØوار مع العصر ومع الØداثة ومع الآخر بعيدا عن التشنج الإيديولوجي الذي لازم الصّراع الموروث عن الØقبة الكولونيالية. هذا ما ÙŠÙÙسّر بقاء الإسلام Øاجزا أمام اØتجاجات العصر المعرÙية والØقوقية والسياسية، ودرعا أمام مخاطر الكونية التي تهدد الهوية وقد أصبØت ملاذا أخيرا لذاتنا المÙنهكة Øضاريا. من Ù‡Ùنا اعتقادنا بوجود أسباب موضوعية لتراجع الإسلام عن Ùاعليته الأولى وانÙتاØÙ‡ على الكونية ÙÙŠ عهوده الكلاسيكية العظيمة.
Â
هل ÙŠÙمكن٠أن تØدث ثورة داخل الإسلام ذاته تتيØ٠إنتاج ثقاÙØ© جديدة تتمØور٠Øول الإنسان ÙˆØقوقه؟ هل يمكن٠أن ÙŠÙراجع الÙكر الإسلامي مورÙوثه الخاص الذي ارتبط بÙلسÙØ© للقيم تأسست على المÙطلق وعلى آليات العقل الÙقهي الخاضع لمرجعية المعنى المÙارق للزمنية والتاريخ؟ هل ÙŠÙمكن٠أن ينسلخَ الإسلام٠عن إرادة القوة والهيمنة التي ميَّزت عملية إنتاج الشريعة ÙÙŠ الماضي باعتبارها قانونا يكرس معقولية وشرعية المجتمع الأبوي / الذكوري ويرسخ قيم الخضوع والطاعة؟ هل ÙŠÙمكن٠أن ينبثقَ الÙرد٠بوصÙÙ‡ ذاتا مستقلة والشعب٠بوصÙÙ‡ أساسا للسيادة والشرعية بعيدًا عن مرجعية النصوص المغلقة أمام صخب التاريخ وأمام الانقلابات ÙÙŠ عالم المعرÙØ© والقيم؟ نعتقد٠أن الإسلام يواجه تØديات ضخمة لن يخرج من شلله الØضاري إلى الوجود الÙاعل على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù„Ù… إلا بمÙجابهتها. ربما لن يتأتى له هذا إلا بإعادة Ø·Ø±Ø Ù…Ùشكلة الإنسان ÙÙŠ Ø£ÙÙ‚ جديد ينÙتØ٠على مسألة الØقوق والعدالة والمÙساواة من منظور غير طائÙÙŠ وغير تكÙيري خلاÙا لما هو سائدٌ عندنا اليوم بكل أسÙ. إنَّ Ù‡Ùناك طبقات سميكة من اللامÙÙكر Ùيه تشلّ الÙكر الإسلامي وتكبØ٠انطلاقته إلى Ø¢Ùاق الأنسنة التي تشكل جوهر العصور الØديثة والتØدي الأعظم أمام Ù…Ùجتمعاتنا. لقد اتسعت دائرة اللاَّمÙكر Ùيه عندنا مع غياب الدينامية التاريخية الضرورية لكل عملية إنتاج للقيم الجديدة ضمن الØراك التاريخي، ما جعلنا نركن٠إلى الزمن السكولاستيكي الراكد ثقاÙيا ومعرÙيا والمÙعبّر عن زمن اجتماعي تÙنن ÙÙŠ إعادة إنتاج Ù†Ùسه وتأبيد قيمه.
Â
---------------
Â
ÙŠÙبدي الإسلاميون الØركيّون، اليوم، التزاما شكليا بقواعد "اللعبة الديمقراطية" كما يقولون. ولكنهم ÙÙŠ Øقيقة الأمر هم أبعد٠الناس عن Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠØ© الÙعلية لأنهم يختزلونها ÙÙŠ عملية شكلية هي الاقتراع العام الذي يضمن٠لهم الوصول إلى السلطة من طر٠عموم الشعب الØانق على Ùساد الأنظمة الاستبدادية العربية، والØالم بخلاص لا يجده إلا ÙÙŠ الوعود الخلاصية للخطاب الديني التمويهي. هذا Ùهم يختزل الديمقراطية ÙÙŠ عملية الاقتراع ويعتبرها Øيلة ÙÙŠ الوصول إلى السلطة وبسط اليد على مقادير المÙجتمع سياسيا ÙˆØقوقيا وثقاÙيا. ولكننا نطرØÙØŒ هنا، سؤالا Ù…Ùهما: هل يعتقد٠الإسلاميون Ùعلا بمرجعية الشعب الذي يتم اللجوء إليه من أجل التزكية؟ هل يؤمن الإسلاميون بالإرادة العامة وهل يعتبرونها مصدرا للشرعية والتشريع؟ كي٠لمن يريد٠تطبيق "شرع الله" أن يبØØ« عن تزكية الشعب لمشروعه؟ كي٠لمن يلجأ للشعب أن ÙŠÙرض عليه شريعة Ù…ÙÙارقة لم تكن نتيجة Øراك سوسيو- تاريخي للمجتمع أو مطلبا للخروج من مآزقه وانسداداته التاريخية؟. أليست الديمقراطية – ÙÙŠ أساسها – انقلابا معرÙيا ÙˆØقوقيا Ø£Ø²Ø§Ø Ù…Ø±Ø¬Ø¹ÙŠØ© المقدس من الÙضاء العام Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù…Ø±Ø¬Ø¹ÙŠØ© البشر ÙˆÙ„ØµØ§Ù„Ø Ø£Ù†Ø³Ù†Ø© التاريخ وقد Ø£ØµØ¨Ø Ø¨ÙŠØªØ§ للإنسان مكان المÙطلق؟
Â
لذا نرى أنَّ الإسلام، اليوم، لا يمكنه إقامة المÙصالØØ© مع الديمقراطية لأنه – بكل بساطة – غير ديمقراطي باعتباره منظومة عقدية وقانونية لا مكان Ùيها Ù„Øقوق الإنسان ولØقوق المرأة بالمÙهوم الØديث، ولا مكان Ùيها للمÙساواة القانونية التي تضمن٠المواطنة للآخر المÙختل٠عقديا. لقد ظل الÙكر القانوني والسياسي الإسلامي، لقرون، سجينا لمÙاهيم الأمة الدينية والطائÙØ© الناجية ومرجعية السل٠بمعزل عن Øركية التاريخ، ولم ÙŠØ¬ØªØ±Ø Ø¢Ùاق الأنسنة الØديثة ÙÙŠ وجهها القانوني / السياسي القائم على Ø£Ùكار المÙساواة والتعاقد الاجتماعي والإرادة العامة للشعب لا للطائÙØ© التي تستبعد٠غيرها من دائرة الخلاص الديني والدنيوي معا. كما نستطيع٠أن نلاØظ الغياب الكلي لقضية العلمنة من ساØØ© الÙكر الإسلامي رغم أهميتها العظيمة معرÙيا وسياسيا ÙÙŠ آن. إننا نعتقدÙØŒ هنا، أنَّ العلمنة الإيجابية المÙÙ†ÙتØØ© هي أهمّ إنجاز ثقاÙÙŠ وقانوني وسياسي ÙÙŠ العصور الØديثة. بل نعتقد٠أنَّ العصور الØديثة كلها لا ÙŠÙمكن٠أن تÙÙهمَ إلا باعتبارها مسارا ظاÙرا جسَّد الانتصار التدريجي للعقل المستقل عن المرجعيات المÙارقة والسلطات التقليدية معرÙيا وأخلاقيا وسياسيا: وهذا هو، تØديدا، Ù…Ùهوم العلمنة الØضاري الذي شهدَ النور ÙÙŠ الضÙØ© الأخرى للمتوسط بعيدًا عن تاريخنا الذي دخل – بÙعل عوامل كثيرة – مرØلة الشلل وعدم الÙاعلية، وهو ما جسَّده انتصار "العقل الÙقهي" عندنا بوصÙÙ‡ وجها من أوجه انسØابنا من مغامرة صÙنع التاريخ.
Â
--------------
Â
من Ù‡Ùنا اعتقادنا أنَّ الديمقراطية لا يستقيم٠وجودها مع هيمنة الدين السياسيّ على الÙضاء العام للمجتمع، كما لا ÙŠÙمكنها ÙÙŠ وضع Ù…Ùماثل أن تزدهر وتنمو ÙÙŠ اتجاه تجذير سيادة الإنسان على مصيره بالØرية والخلق والإبداع، وسيادة الشعب بوصÙÙ‡ مرجعية للتشريع المدني. لماذا؟ لأنَّ الدين السياسي تعبيرٌ صارخ عن الرغبة ÙÙŠ لجم العقل وإدانة الØرية والتعددية الثقاÙية والسياسية باسم المÙقدَّس وثقل الماضي الذي لم يتعرَّض للمراجعة والتÙكيك. Ùكي٠يÙمكن٠أن يكون ديمقراطيا؟ ولكن تجب٠الإشارة، هنا، إلى أنَّ الدين ÙÙŠ جوهره تجربة روØية غير Ù…Ùلزمة وعقائد تعبّر عن نزوع إلى المÙطلق واكتناه المعنى النهائي لمÙغامرة الوجود. هذا الأمر٠مÙهومٌ ومشروعٌ وهو ÙŠÙعبّر عن Øاجة الإنسان الأصيلة إلى البØØ« الدائم عن علاقة هارمونية بالكون؛ ولكنه إذا تØوَّل إلى رغبة ÙÙŠ اعتقال المÙجتمع ÙˆÙƒØ¨Ø Ø§Ù„Øريات باسم المÙطلق أو باسم عقيدة الطائÙØ© الغالبة أو باسم التقاليد الموروثة Ùˆ"الأصالة" Ùˆ"الهوية" Ùهذا يعني أنه يخرج من دائرة التجارب الروØية ليÙصبØÙŽ Ù…Ùعبّرا عن وصاية جديدة وعن نزوع إلى الهيمنة على الÙضاء العام يروم٠وأدَ الإنسان وتطلعاته إلى الانعتاق الشامل. هكذا يبدو لنا من هذه الشرÙØ© أنَّ Ù…Ùشكلة ثقاÙتنا تكمنÙØŒ بالأساس، ÙÙŠ Ø´ØÙوب وجه الإنسان ÙˆÙÙŠ عدم تمكنه تاريخيا – بÙعل عوامل عديدة - من اØتلال دائرة القيم ليصبØÙŽ مرجعا Ù„Ùعل المعرÙØ© ولطاقة الØياة التي تتوهج٠بشرار القيم الخلاقة ÙÙŠ عتمة التاريخ.
Â
الديمقراطيَّة أنسنة. ونعتقد٠أنَّ العقلَ الدّينيَّ، عندنا، لم ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ التأنسÙÙ† بشكل كاÙÙ ÙŠÙتيØ٠له أن يكونَ ديمقراطيّا. هذه Ù…Ùشكلة العقل العربيّ – الإسلامي بامتياز ÙÙŠ ظل ثقاÙØ© لم تشتغل نقديّا على موروثها الخاص منذ قرون. هذا يعني أنَّ دائرة القيم، عندنا، ما زالت واقعة تØت سطوة المÙقدَّس الديني ولم تÙØدث قطيعتها المعرÙية والتاريخيَّة باسم الإنسان ÙˆØقوقه. إنَّ Ù…Ùجتمعنا، ÙÙŠ كلمة، ما زال زنزانة للإنسان المÙعتبَر قاصرًا بصورة أبديَّة. ÙˆÙÙŠ اعتقادنا أنَّ هذا الأمر يجب٠أن يشكل مدار التÙكير الجديّ والعميق ÙÙŠ Ù…Ùشكلة وضع الإنسان ثقاÙيا وكيانيا ÙÙŠ المÙجتمعات العربية. Ùلا Ùائدة للتÙكير ÙÙŠ الديمقراطيَّة سياسيا بمعزل عن الثورة الثقاÙية والØقوقيَّة التي يجب٠أن تسبقها. الديمقراطيَّة تØريرٌ من الوصاية المÙتعالية وتدريبٌ على العيش المÙشترك ÙÙŠ ظل التعدد والاختلاÙØ› وهي ليست، أبدًا، Øيلة ÙÙŠ اعتقال المÙجتمع من جديد وتهديد ØÙرياته ومÙكتسباته باسم صناديق الاقتراع.
Â
ربَّما يطرØ٠هذا الأمر، اليوم، Ù…Ùشكلات عدة على العقل الإسلامي والÙكر الدّÙيني عÙمومًا من أجل التÙكير، جيّدًا، ÙÙŠ إعادة النظر الجذرية ÙÙŠ قضايا الدولة المدنيَّة والمÙجتمع المÙØªÙˆØ ÙˆØقوق الإنسان ÙÙŠ ظل Ù…Ùكتسبات العقل الØديث. على العقل الدّينيّ أن يتخلَّص من نزوعه٠المÙضمَر إلى الهيمنة على الÙضاء الاجتماعي Øيث٠يجب٠أن تسودَ القيم٠المدنيَّة المÙشتركة. عليه أن ÙŠÙخلّصَ " شهوة المÙطلق " المشروعة بكل تأكيد – بوصÙها توقا إلى العلوّ٠والروØانية - من رغبة السَّطو على المجال السياسي Øيث٠الشراكة والتعدد والاختلا٠والÙضاء٠العام الذي يتجاوز الØساسيات الطائÙية والمذهبية. Ùلا Ù…Ùطلقَ ÙÙŠ الØياة العامة والسياسية، وإنما الØوار وإعادة النظر الدائمة ومرجعية الإرادة العامة ÙÙŠ الاستجابة لتØديات الارتقاء بالإنسان ÙˆØقوقه.
Â
Â