الجزء الأول من مذكرات اللواء المجاهد Øسين بن معلم
من قالوا عميروش كان دمويا .. سامØهم الله
تØدث اللواء المتقاعد Øسين بن معلم ÙÙŠ الجزء الأول من مذكراته الصادرة مؤخرا عن منشورات "القصبة"ØŒ بكثير من التÙاصيل عن ظرو٠مهمة العقيد عميروش ÙÙŠ الولاية الأولى، بعد أن أرسلته لجنة التنسيق والتنÙيذ Ù„ØÙ„ النزعات التي غرقت Ùيها الولاية عقب استشهاد مصطÙÙ‰ بن بولعيد. وتناول بن معلم مشاركته ÙÙŠ Øرب التØرير التي التØÙ‚ بها غداة اضراب الطلبة الجزائريين ÙÙŠ ماي 1956ØŒ وهو طالب بثانوية سطيÙØŒ ليلتØÙ‚ بقيادة الولاية الثالثة، ويعين ككاتب للعقيد عميروش.
الكاتب : ياسين مراد
ويكش٠بن معلم، على خلا٠الرأي السائد، أن كثير من قادة الولاية الأولى لم يعترضوا على قرارات مؤتمر الصومام، بل واÙقوا عليها، وساعدوا عميروش ÙÙŠ مهمته ÙÙŠ الأوراس. كما يق٠اللواء المتقاعد عند الخلاÙات التي نشبت بين عاجل عجول وعمر بن بولعيد شقيق الشهيد بن بولعيد. ÙˆÙŠÙˆØ¶Ø Ø£Ù† عمر بن بولعيد أراد أن ÙŠØÙ„ Ù…ØÙ„ شقيقه الشهيد على رأس الولاية الأولى، إلا أن عجول وق٠له بالمرصاد، Ùتعمقت الخلاÙات، وظهر اكثر من مركز قرار بمنطقة الأوراس. وعن مهمة عميروش ÙÙŠ الأوراس، كتب بن معلم :"وعلى العكس مما يكون قد قيل أو ÙƒÙتب، عن جهل أو عن سوء نية، لم تØصل ÙÙŠ أية Ù„Øظة من اللØظات كراهية أو خلا٠بين عميروش ومسؤولي الأوراس، الذين راÙقوه وساعدوه طيلة المهمة التي كل٠بها. لم أسمع أبدا، أي مسؤول مهما كانت رتبته، يبدي ملاØظة Ù…Øرجة أو يرÙع صوته بØضرة عميروش. كان هذا الأخير من جهته، ذا سلوك مثالي مع مضيÙيه. لقد جرى كل شيء ÙÙŠ جو من الأخوة والاØترام المتبادل. كان الجميع مقتنعا بصدقه وبتÙانيه للثورة، وكذا بعمق اØترامه لتلك المنطقة. لم يكن عميروش أبدا ذا ذهنية جهوية أو متØيزة إلى ولايته. كان يعتبر Ù†Ùسه ÙÙŠ خدمة الثورة ÙÙŠ كاÙØ© مناطق الوطن التي كان يضعها ÙÙŠ قدم المساواة. وليس من قبيل الصد٠أن أكد لي Ø£Øد مسؤولي الأوراس بأن: «سي عميروش أوراسي أكثر من الأوراسيين أنÙسهم" (....) تأكيدا لهذا، أورد لكم هذه الشهادة المؤرخة ÙÙŠ يوم 6 جانÙÙŠ 1957ØŒ جاء بها مسؤولو الولاية الأولى، وهذا مقتط٠منها: "من واجبنا أن نأتي للتنويه بالعمل المنجز من قبل الملازم عميروش، ÙÙŠ كن٠صعوبات جمة، مجتنبا العوائق، Ù…Ùككا الدسائس، واضعا نصب عينيه هدÙا واØدا: إعادة تنظيم المناطق، ÙˆÙÙ‚ الخط المØدد من قبل لجنة التنسيق والتنÙيذ والمجلس الوطني للثورة الجزائرية. لقد عر٠كي٠ينتزع إعجاب الجميع، بÙضل شجاعته الهادئة ونصاعة رؤياه. Ù†ØÙ† مقتنعون بØÙ‚ØŒ بأن الأخ عميروش كان سيسوي كاÙØ© الصعوبات التي لا تزال موجودة. كان سيكمل مهمته، بالتوجه إلى النمامشة وإلى تونس، كما كان مبرمجا، لكن، من المؤس٠بأن صعوبات خارجة عن إرادته، قد أجبرته على أن يعود أدراجه، خاصة اختطا٠بن بله ورÙاقه، والإعلان ÙÙŠ الإذاعة الÙرنسية على ÙˆÙاة العقيد ناصر ÙÙŠ ظرو٠غريبة. الØمد لله أن تبين، بعد ذلك، بأن هذا الخبر الأخير كان كاذبا". تعتبر هذه الرسالة، تعبيرا عن اعتراÙنا بجميل الأخ عميروش وشهادة من المناطق Ø£ وب، شهادة على الإخلاص الذي أبداه ممثلكم، الذي برهن على معرÙØ© للوقائع والأشياء، زادته تشريÙا وتقديرا".
ولم تنØصر مهمة عميروش، Øسب بن معلم، ÙÙŠ مشاكل الولاية الأولى. Ùقد تكÙÙ„ أيضا بتشكيل مجموعات الإمداد بالأسلØØ©ØŒ وإرسالها إلى الولاية الثالثة. قام أيضا بزيارات إلى ÙˆØدات جيش التØرير الوطني المستقرة ÙÙŠ الØدود. وجاء ÙÙŠ المذكرات ما يلي:" من جملة الوضعيات التي اهتم بها جديا أثناء مقامه ÙÙŠ تونس، وضعية الطلاب الجزائريين المجردين من الإمكانيات المالية والذين يصارعون البؤس، مقطوعين عن عائلاتهم بÙعل الØرب. كانوا متروكين Ù„Øالهم. أقتنى لهم عميروش ملابس جاهزة من تاجر جزائري. كنت أوقع بنÙسي على "بونات" الاقتناء . ÙØªØ Ù„Ù‡Ù…ØŒ ÙÙŠ وقت لاØÙ‚ØŒ مركز للإيواء والمأكل. كان عميروش يبذل جهده دوما لتذليل الصعوبات التي تبرز ÙÙŠ مساره أثناء أداء مهمته. بعد أن سكننا ÙÙŠ Ùندق، «Ùندق العياشي» الواقع ÙÙŠ ØÙŠ «باب السويقة»، تØولنا إلى Ùيلا كائنة ÙÙŠ ØÙŠ سان هنري، ÙÙŠ ضاØية تونس؛ لقد وضعت تØت تصرÙنا من طر٠جزائري، من معار٠سي Øواس. أقام هذا الأخير مدة زمنية ÙÙŠ مدينة تونس. لم تلبث الÙيلا أن تØولت إلى مكان لعبور ولاستقبال الطلاب وشخصيات أخرى: يايْسي عبد القادر، Ø£Øد المسؤولين من سطي٠– سو٠يتعرض لاØقا لاعتداء تمثل ÙÙŠ انÙجار طرد ملغم تسبب ÙÙŠ تهشم يديه، بعث إليه من قبل Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§Ø¨Ø±Ø§Øª الÙرنسية ÙÙŠ ألمانيا، Øيث كان موجودا ÙÙŠ مهمة – سعيد بن غانم، مولود عينوز، شري٠قلال، توÙيق بوعتورة، ابراهيم بن دريس، معاشو عبد القادر. كان عميروش سخيا ÙÙŠ الاستضاÙØ©. كان ينام شخصيا ÙÙŠ مكان آخر".
وقد عاش عميروش ÙˆÙÙ‚ ما جاء ÙÙŠ المذكرات، Øادة "لابلويت" :"بآلام تلك التجربة الشنيعة المريرة. وهي دون شك، أشق تجربة عاشها طيلة مساره النضالي. لقد بذل جهودا مضنية ومعتبرة من أجل أن يجعل من ولايته نموذجا، ثم جاءت تلك المناورة الجهنمية لتوجه إليه ضربة شديدة".
ويعتقد بن معلم، أن عميروش لم ÙŠÙر من تØمل مسؤولياته؛ عكس ذلك هو الصØÙŠØØŒ Ùقد كان مستعدا لتØملها كاملة. لقد أطلع الØكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية على الوضعية، وصل به الأمر إلى Øد أن طلب تشكيل لجنة تØقيق؛ وكرد ÙˆØيد، تلقى برقية شكر، وهو الأمر الذي أغضبه كثيرا. ÙÙÙŠ زمن استعداده للتوجه إلى تونس، عÙقدت دورة استثنائية لمجلس الولاية الثالثة يوم 2 مارس 1959ØŒ تØت رئاسته. تم تØرير شكاوى تقدم للØكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية؛ من بينها وجدت شكوى تتعلق بمكيدة "التشكيك الأزرق" (لابلويت).
وجاء ÙÙŠ الشكوى ما يلي :"نطالب بدخول مستعجل للجنة تØقيق. لقد تلقت الولاية الثالثة أثناء اكتشا٠المكيدة «الزرقاء»، برقية شكر. Ù†Øتج ضد هذا الأسلوب. سنكون معتزين لو تلقينا تهاني بعد التØقيق وتØرير التقرير، من قبل لجنة تØقيق مرسلة من الخارج أو مشكلة من إطارات أجنبية عن ولايتنا. نذكر بأن الولاية قد قامت بعد اكتشا٠المكيدة، بإطلاع الØكومة وطلب المساعدة. لم يقدم لها شيء سوى برقية شكر. لقد طلبت الولاية بعد تصÙية المكيدة، إيÙاد لجنة تØقيق، عاجلا. لم تجد الØكومة Ùائدة ÙÙŠ إيÙاد لجنة تØقيق. Ù†ØÙ† نندد بتلك الثقة المبالغ Ùيها، التي قد تلØÙ‚ بنا أضرارا كبيرة. وبالÙعل، Ùلو تسببت تصÙية Øسابات ÙÙŠ إدماء الولاية الثالثة أو أية ولاية أخرى، تØت غطاء «المكيدة»، Ùسيكون مثيرا، وهو أقل ما يمكن أن يقال، أن تختم تلك التصÙية ببرقية شكر. تأويل رد Ùعل كهذا، ليس من شأنه سوى أن يوص٠بالمناورة المبتذلة، الرامية إلى «التØكم» ÙÙŠ شخص أو ÙÙŠ لجنة، ومØاولة تØويله إلى أداة طيعة. Ù†ØÙ† نريد، اØتراما للتنظيم ÙˆÙ„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø«ÙˆØ±Ø©ØŒ أن تستبعد بكل صرامة مثل تلك المناورات الرامية إلى إدخال أساليب للمساومة وشراء الذمم".
وبخصوص شخصية العقيد عميروش، كتب بن معلم :" تمكنت من Øسن التعر٠عليه عن قرب. المؤكد، هو أن الرجل كان ذا تشدد وقسوة، لكن تجاه Ù†Ùسه أولا. كان رجلا عادلا، طيبا، إنسانيا، ÙŠØب ويØترم إخوانه ÙÙŠ السلاØØŒ وأب عائلة Øنون. شاهدته مرات عديدة، ينزع ألبسة أو Ø£Øذية ليسلمها إلى جنود كانوا Ù…Øرومين منها. غير أنه لم يكن ÙŠØªØ³Ø§Ù…Ø Ø¹Ù†Ø¯Ù…Ø§ يتعلق الأمر بالدÙاع عن الثورة. Ùالذين يدعون بأنه كان دمويا، سامØهم الله. لقد كان ذلك Ù…Øض اÙتراء".
وبخصوص علاقة عميروش بالمثقÙين، كتب اللواء بن معلم :"بهتان آخر، لا أساس له من الصØØ©ØŒ تمثل ÙÙŠ تقديم صورة لعميروش يكون Ùيها عدوا للمثقÙين. عكس ذلك هو الصØÙŠØØŒ لقد كان الصديق الكبير للأشخاص المتعلمين، وكان ÙŠØترمهم، ويØØ« الناس على التعلم. وذكر بن معلم أن، مكيدة "التشكيك الأزرق" لم يستهد٠المثقÙين ÙˆØدهم، Øتى وإن استهدÙتهم Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ùرنسية ÙÙŠ المقام الأول. ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø :"عند تسلم عميروش قيادة الولاية، أثناء مرØلة إعادة التنظيم، عين ÙÙŠ مناصب المسؤولية كاÙØ© المØاربين المتعلمين؛ مع العلم أن ذلك أثار غيرة لدى بعض الإطارات الأكثر أقدمية لكن غير متعلمة. لقد أنشأ ÙÙŠ عز الØرب مدارس ÙÙŠ القرى، وبÙعث بالعديد من الشباب للتعلم ÙÙŠ الخارج. أثناء مقامنا بتونس، Ùقد اهتم بالطلبة. كانت يومياتهم مأساوية، Ùأسكنهم، وأطعمهم وألبسهم. كان Ù…ÙØاطا هناك بمثقÙين يأتون للالتØاق بالثورة – لقد سبق أن ذكرت أسماءهم – شجعهم بل وساعدهم ماديا. ÙÙŠ الأوراس، قام بتعيين ØÙŠØÙŠ مكي، Ø£Øد المدرسيين الذي التØÙ‚ Øديثا بصÙو٠جيش التØرير الوطني، كعضو ÙÙŠ قيادة المنطقة، مقدما إياه على بعض النÙمبريين. تكوين الإطارات وتØضيرها للجزائر المستقلة، كانت واØدة من انشغالاته الأساسية."
 وعن ذكرى العقيد عميروش، ومØاولات طمس صورته خلال السنوات الأخيرة، جاء ÙÙŠ المذكرات :"من واجبنا، Ù†ØÙ† الباقين على قيد الØياة، بعد Øرب التØرير، وكذا الجيل الØالي، أن نتطرق ونتØدث عن موتانا باØترام وتقدير؛ هم بضعٌ من تراثنا الوطني، بمØاسنهم وعيوبهم؛ لأنهم يظلون ÙÙŠ نظر الجميع، أمثلة للتضØية وللوÙاء، طوال المضمار الذي سلكته الجزائر الØرة،".
Â