مونديال "السمينة" كما Ø£Øب أن أراه
بقلم Øسن العسبي
الكاتب : كاتب صØÙÙŠ من المغرب
كانت الكرة موضوعة أمامه، ووق٠لاعب خصم ÙˆØيد ÙÙŠ Øائط الصد، تراجع اللاعب النجم قليلا، ووق٠مثلما يق٠المØاربون ÙÙŠ أعالي الجبال أو ÙÙŠ مقدمات السÙÙ† الØربية، صدر مدÙوع إلى الأمام، قدمان مثبتتان ÙÙŠ الأرض كالنواصي والصواري، والدنيا عيون ترصد "الÙعل البطل"ØŒ وقلوب أهل البلاد من عشاق "البطل" تدق دق العشاق المتلهÙين للنصر والÙرØ. لكن "البطل" Øين قذ٠بكل قواه الكرة صوب المرمى المشاع، شاء مكر القدر أن لا ترتطم سوى بذلك اللاعب الخصم الوØيد الواق٠كØائط صد. نزل ماء الØيرة البارد على جبين الØقيقة، أن البطولة تخون Ø£Øيانا Øتى "الأبطال".
ذلك، كان Øال نجم منتخب البرتغال، ونجم Ùريق الريال الإسباني، كريستيانو رونالدو. بل، ÙÙŠ لوØØ© أخرى، سيكتش٠عشاق "السمينة" (هكذا يسمي البرازيليون الكرة) بماردهم نايمار (الذي Øاول عبثا Ùعل كل شيء لوØده) ÙˆÙتاهم الطيب الخلوق مارسيلو، بيسراه التي تشبه السوط اللين الØارق، أن منتخب المكسيك، ليست "الصلصا" الØارقة Ùيه هي كتيبة المردة الزباطيين، بل الØارس النجم "أوتشيو"ØŒ النØÙŠÙØŒ الأشبه بØائط جبال "سييرا مادري" تلك العالية بالجنوب المكسيكي. بينما أطلت الآلة الألمانية الصماء، باسم لاعبها "ميللر"ØŒ الذي زار شباك البرتغاليين ثلاث مرات دÙعة واØدة، ليعيد للذاكرة اسم بطل ألمانيا الآخر ميللر (بذات انØناءة الكتÙ)ØŒ نعم، ذاك الذي Ùاز الجرمان معه بكأسهم العالمية الوØيدة Øتى الآن، سنة 1974. Ùيما لعب الإيطاليون لعبتهم الأثيرة مع Øماسة الإنجليز، Øين كانوا يمططون اللعب، ÙÙŠ ما يشبه التخدير، قبل أن ينقضوا ÙÙŠ ضربتين على خصمهم، الذي لا يكاد يستÙيق من دوخة الإصابة، Øتى يكون الØكم قد أعلن نهاية اللعبة. بل وكان الإيطاليون يصدرون على دنيا الÙرجة العالمية، بابنهم الملتØÙŠØŒ الخجول، الذي يكاد يعتذر كما لو أنه هناك بالخطأ، لاعب وسط الميدان المايسترو "أندريا بيرلو"ØŒ ذاك الذي لا يعلب كرة القدم، بل يراقص "السمينة" بلمسات ساØرة، عاشقة، ØªØ¬ØªØ±Ø Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØيل من التمريرات، تماما مثلما ÙŠØ¬ØªØ±Ø Ø§Ù„Ø®ÙŠØ§Ø· الإبر ÙÙŠ نسيج الÙساتين الÙاتنة. كم تشتهي العين، لو يظل ÙˆØده، ذلك الهائل الإيطالي، يخلق المتعة تلك على رقعة المستطيل الأخضر بضرباته من خارج القدم (كان ÙŠÙعلها دوما نجم المغرب الذي لم يتكرر قط: عبد المجيد ظلمي).
Ù†ØÙ† هنا، أمام نص إبداعي اسمه نهائيات كأس العالم، هناك ÙÙŠ بلاد الأسطورة بيللي، البرازيل. التي ليست مهمة Ùيها نتائج المباريات، Ùذلك رقم يسجل ÙÙŠ دÙتر الØساب Ùقط، بل ما يهم هو ما لن يتكرر قط: الإبداعية. لأنه من يستطيع الآن أن يعيد الذي مر من إبداعية ÙÙŠ المباريات التي انتهت وغابت ÙÙŠ سديم الغياب؟ .. لا Ø£Øد. لقد Ùعل الماردون ما Ùعلوا وعبروا. هنا، ØªØµØ¨Ø ÙƒØ±Ø© القدم درسا أدبيا، عرضا مسرØيا Ùوق خشبة الØياة، يكبر Ùيها البعض ويسكن الآخرون جغراÙيات الملهاة أو المأساة، مثل الذي Øدث مع نجم البرتغال، الÙتى كريستيانو رونالدو. مثلما ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø±Ø¬Ø§Øª المكتظة بجمهورها، Ùضاء لإبداعيات أخر، لن تعود. Øين نكتش٠الإنسان، ÙÙŠ تعدد ملامØÙ‡ الثقاÙية، كتشكيل متعدد عبر العالم. Øيث ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„ÙˆØ¬ÙˆÙ‡ معرضا للجمال الرباني هنا وهناك. ذلك الجمال الذي يجعلك تكتش٠أن إيران ليست بالضرورة تشادورا أسود، ولا تجهم رجل الدين المصر على تقطيب الØاجبين، بل هي أيضا الشعر الØرير الأسود المنساب، والبشرة البيض التي ينزلق على ØواÙها الجمال كما خلقه الله ÙÙŠ عليائه المتسامي. مثلما تطل على الØياة عيون المكسيكيات ولواØظ الروم (نعم، الجرمانيات والإنجليزيات والروسيات والإسبانيات)ØŒ وذلك السواد الضاج للأشÙار الإيطالية واليونانية، وتكتش٠الدم المغاربي الذي تصادÙÙ‡ كل ØµØ¨Ø§Ø ÙÙŠ مدن طنجة وتطوان والشاون والرباط والدار البيضاء، ذاك الذي كان يصاعد، Ø£Øمر، مثل Øمرة الخجل، من وراء تقاسيم الجزائريات بنات البلد (لا غربة لنا كمغاربة هنا ÙÙŠ مصادقة ذلك الجمال، لأن الدم واØد).
نعم، لكل موندياله، لكل Øسابه. لكن، لنقرأ اللوØØ© من باب جمالية الإبداعية Ùيها، تلك التي يصنعها الإنسان ÙÙŠ سيرة الØياة، تلك التي Øين يرسمها Ùهو لا يكرر ذاته أبدا، بل هي نسخة واØدة ÙˆØيدة، ترتسم إلى الأبد ÙÙŠ دÙتر الأيام، وتنزل إلى بؤبؤ العين مخزنة هناك ÙÙŠ غرÙØ© الوله والعشق والمØبة، ذلك الذي يسميه البعض: "الخاطر". أي ذلك المنزل السري الجليل الذي نرتب Ùيه معاني الÙØ±Ø ÙÙŠ وجودنا الزائل، والذي نستسقي منه طراوة الماضي الجميل كلما عبرنا هجير Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ ÙÙŠ أيام الØياة (مثل الذي نراه ÙŠØدث من جرائم مقززة ÙÙŠ بلاد سومر ÙˆØمورابي وعشتار، هذه الأيام: العراق Ø§Ù„Ø¬Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ø°Ø§Ù‡Ø¨ بيقين Ù†ØÙˆ الزوال).
أليست تقول الأغنية القديمة الخالدة:
"جاءت معذبتي ÙÙŠ غيهب الغسق،
كأنها الكوكب الذري ÙÙŠ الأÙÙ‚.
Ùقلت نورتني يا خير زائرة،
أما خشيت من الØراس ÙÙŠ الطرق؟
Ùجاوبتني ودمع العين يسبقها:
من يركب البØر، لا يخشى من الغرق.."