الرئيسية التعليق تغيير اللهجة لا يعالج المرض


ببساطة

م. إيوانوغان

تغيير اللهجة لا يعالج المرض


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- إسرائيل والغضب العربي
- الانتقال الديمقراطي والانتقال التاريخي
- الزلزال والبيروقراطية

تغيرت اللهجة المستعملة في الرسالة الأخيرة التي وجهها الرئيس بوتفليقة للعمال الجزائريين بمناسبة عيدهم، مثلما تغيرت لهجته في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة أدائه اليمين الدستورية.

فلم نشعر في رسالة الفاتح ماي أن الجزائر بدأت سنة 1999، تاريخ إستلام بوتفليقة الحكم، كما كنا نشعر به في كل رسائل وخطابات الرئيس المتعلقة بالشأن الاقتصادي. وأشعرنا الرئيس في المقابل يوم الاثنين الماضي بان الجزائر فيها أخيرا أصوات أخرى غير صوت الرئيس وحاشيته وتحدث لأول مرة منذ سنوات طويلة عن دور المعارضة وضرورة إشراكها في إعداد دستور توافقي... فهل هو تحول حقيقي حدث في ذهن الرئيس أم هو تكيف إضطراري؟ وهل سيكون لهذا التحول تأثير على الممارسات والسياسات المنتهجة في عهد بوتفليقة أم هو ألبوم جديد لسياسة مستمرة...؟

في كل الأحوال، لا داعي لاجهاد العقل و"تكسار الراس"  لنفهم مضمون خطابات ورسائل الرئيس. فطالما حللنا خطاباته وعباراته وخرجاته وظهرنا كلنا لا نفهم اللغة ولا نفهم السياسة ولا نفهم التاريخ والجغرافيا... ولا نفهم حتى قواعد الحياة الطبيعية. قواعد مهما تحداها بوتفليقة وتحداها النظام الحاكم عندنا، تقول بأن الرجل المريض إذا حكم بلدا سيجعله مريضا أيضا. والجديد اليوم أو المستقبل علينا أن نبحث عنه بعيدا عن خطابات ورسائل بوتفليقة وبعيدا عما يدور في مخيلة الرجل لأنه ببساطة لن يستطيع فعل ما لم يرغب أو ينجح أو يستطيع فعله وهو في صحة جيدة.

المستقبل إذن بين أيدينا نحن الجزائريون وسنحدده نحن سواء نجحنا أو فشلنا في ذلك، ومفاتيح المستقبل في الوعي الذي بدا يرتسم عند الجزائريين والرغبة في الانتظام وتجاوز ال"كليشيهات" القديمة االتي نلصقها ببعضنا البعض. وإذا تغير الوضع على هذا المستوى، فلا داعي لانتظار الوجوه التي سيختارها بوتفليقة لحكومته الجديدة وأي كان ما أصبح يسميه ب"مخطط عمل الحكومة"  الذي سصادق عليه البرلمان المشلول، لأن السياسة القادمة ستأتي في أحسن الأحوال بحلول تجاوزها الزمن وستكون هذه الحلول حبيسة الرغبة في الاستمرارية، وهذا هو جوهر التغيير المطلوب.