الرئيسية التعليق صحافة......تبحث عن سلطة رابعة


فصل الكلام

علي جري

صحافة......تبحث عن سلطة رابعة


  علي جري     adjerri@hotmail.com

مقالات سابقة للكاتب

- التقسيم الإداري وتوزيع الثروة
- ديمقراطية التعددية... والديمقراطية العددية
- ' زمار الحي لا يطرب '

 

الحديث عن واقع الصحافة اليوم في الجزائر يجرنا  بالتأكيد إلى تقييم تجربة حوالي ربع قرن  من الممارسة قطعت خلالها  مهنة المتاعب أشواط كبيرة  بغية الاستجابة  لحق المواطن في الإعلام رغم مضايقات السلطة  وفشل الدولة في ضمان هذا الحق الدستوري منذ ربع قرن من الممارسة المهنية في مشهد لم يصل بعد إلى مستوى الاستقرار المطلوب ، ولم تكتمل فيه منظومة الإعلام والاتصال إلى يومنا هذا .

 وعلى الرغم من  هامش الحرية الذي تتمتع به الصحافة والذي  يتجاوز في الكثير من الأحيان  الحواجز القانونية الردعية للسلطة ، إلا أن الصحافة في الجزائر مازالت تبحث عن سلطتها بين السلط الأخرى أو بعبارة أصح بين السلطة الواحدة وفروعها ، لتبقى الصحافة  تكتب ما تشاء والسلطة تفعل ما تريد، لتتحول بذلك الصحافة الى مجرد وسيلة تنديد بما يحدث من تجاوزات  من خلال ما ينشر وما يبث  من معلومات وتحقيقات وريبورتاجات.

 والأكيد أن ألصحافة  ستستمر في هذا الدور ما لم يتحقق مبدأ الفصل بين السلطات وما دامت السلطة القضائية غير مستقلة ، لأن العدالة هي التي تكمل وتثمن دور الصحافة من خلال فتح تحقيقات قضائية  بغية الوصول الى الحقيقة  كاملة ليطبق بعدها القانون على الجميع .

والظاهر أن السلطة ما زالت تنظر للصحافة كامتداد لسلطتها وباتالي فهي  تعبر في من خلال ممارستها عن عدم تقبلها لسلطة جديدة اسمها الصحافة ، وتنظر إليها كعدو يجب دحره أو ترويضه ومن ثمة فالولاء لها هو عين االإحتراف والمهنية .

لكن إذا كانت مسؤولية السلطة قائمة في الوضع الذي تعيشه الصحافة اليوم فإن مسؤولية الصحفيين والناشرين قائمة أيضا خاصة في شقها التنظيمي والهيكلي ، والتكوين ، إذ يعرف اليوم قطاع الصحافة اليوم  الكثير من المشاريع التجارية والقليل من المؤسسات الإعلامية التي تمتلك استراتجيات لتطوير أدائها وتحسين مردوديتها ، وهذا ليس بالأمر الهين خاصة أمام سياسة تمييع المشهد الإعلامي التي انتهجتها  السلطة في السنوات الأخيرة  ، ودخول أصحاب " الشكارة " معركة الاستحواذ على المشهد الإعلامي  الجزائري .

 Â