الرئيسية التعليق كيف تصبح شخصية وطنية؟


ببساطة

م. إيوانوغان

كيف تصبح شخصية وطنية؟


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- 'كي تشبع الكرش.. الراس يحبس'
- صديقي النيجري
- تيقنتورين، إيبوسي، هيرفي غوردال

حين إتصلت لأول مرة بعلي بلحاج لأحاوره، رد علي بأنه لا مانع لديه وطلب مني فقط أن أتأكد من إمكانية نشر الحوار لأنه ممنوع من التصريح أو النشاط السياسي... قلت له "هذه مشكلتي" المهم إن كان لديك إستعداد للحوار.

إتفقنا على الموعد ورسم لي بدقة خطة الوصول إليه دون أن يعترض أعوان الأمن طريقي وأخذت قلما وسجلت نقطة بنقطة توجيهات علي بلحاج وأرقام الهاتف والسيارات والمنعرج والجدار وغيرها من المعالم التي ستدلني على الوصول إلى البيت الذي سنجري فيه الحوار. الخطة بشكل عام تتلخص في ضرورة وصولي الأول إلى البيت لأن علي بلحاج لا يفارقه أعوان الأمن منذ خروجه من السجن. وإذا دخل هو الول فسأجد اعوان الأمن عند المدخل وسيسألونني من أنت وماذا تفعل هنا... وحتما سينتبهون لغرض وجودي في عين المكان وسيمنعونني من محاورة الرجل وربما سيوقفونني بتهمة محاورة علي بلحاج.

وحتى لا يفهم أعوان الأمن أنني بصدد إستغبائهم في هذا المقام، يجب الاشارة أن عون الأمن لا يمكن ان يخفى عليه وجود صحفي في بيت من يراقبه يوميا لمدة سنوات. المشكل أن عون الأمن مواطن مصدر رزقه هي هذه المهنة وكل ما يهمه أن لا أسبب له الحرج وآتي وأخل بيت علي بلحاج أمام عينيه. إنما الغبي هنا هو من يستغبي الشعب الجزائري ويحاول أن يقنع نفسه بأن هذا الشعب لا تصلح معه الديمقراطية وحرية التفكير والاختيار بين الأفكار والآراء التي يقرأها ولا يستطيع الانتقاء بين الأخبار التي يطلع عليها...

كثير من الزملاء لاموني بعد صدور الحوار وإعتبروني منحت الكلمة لارهابي. وكثيون إعتبروني جريئ وشجاع... والحقيقة لم أكن بحاجة إلى الشجاعة لمحاورة رجل لا شيئا سوى حقه في الادلاء برأيه ولم أشعر أنني دعمت الارهاب من خلال ما صرح لي به علي بلحاج. لكن قناعتي تأكدت في مناسات عديدة آخرها قائمة الشخصيات الوطنية المدعوة للمشاركة في مشاورات تعديل الدستور التي ضمت مدني مزراق ولو قبل عبد القادر بوخمخم الصفة لفاز بها، لكنه رفضها وتمسك بصفة "المراقب قضائيا". ولو عبر علي بلحاج عن إستعداده للمشاركة في المشاورات لتحصل على الدعوة بصفة الشخصية الوطنية...

رجاء من كل من يريد الخير لهذا البلد إذن، أن يتوقف عن التفكير فيما تفكر فيه السلطة.