الرئيسية التعليق لكل زمان شبابه


ببساطة

م. إيوانوغان

لكل زمان شبابه


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- الله يستر
- تطمينات لعمامرة مخيفة
- صديقي النيجري

بالأمس ثار شباب ثوريون ضد قادتهم الروحيين وغامروا بتفجير ثورة كان من الصعب التصديق أنها ستكون ثورة. هؤلاء القادة الثوريين إنتهى بهم بالأمر بالرضوخ لإرادة الشباب والدخول فرادى في صفوف جبهة التحرير الوطني (التاريخية مرة أخرى لكي لا تخلط بالحزب الذي يحمل إسمها اليوم).

وعند الاستقلال إنقلب شباب على رموز الثورة التحريرية وأخذوا السلطة وإضطرت هذه الرموز إما للاندماج في نظام الحكم الذي صنعه الشباب بقبول مناصب أو أموال... فيما إضطر آخرون للمنفى والانسحاب من الساحة السياسية... كان لا بد من شباب آخرين يقاومون الشباب الذي إستولى على السلطة. وكان من السهل على الحاكم إلقاء تهم التآمر على البلاد، على هذا الجيل الجديد من المقاومين للتسلط والأحادية... لأنهم شباب لا يخشون المغامرة والمغامر في ثقافتنا طائش وقليل الحياء والاحترام لمن هم أكبر منه سنا...

و50 سنة بعد الاستقلال، النظام الذي يحكمنا هرم والرموز الممثلة له هرمت وهناك شباب إنقلبوا عليهم وأخذوا منهم السلطة، ولا يهم الطريقة التي أخذوا بها السلطة ومدى شرعيتها. المهم أن قانون الطبيعة يسير بشكل طبيعي، رغم أن شيوخ النظام لم يسلموا المشعل رسميا وهم متمسكون بكرسي متحرك.

أمام الانقلاب السلس على السلطة من دون دم ولا إنتفاضة شعبية... كان لا بد من إنقلاب شبابي آخر على مستوى المعارضة، ليأتي جيل يفهم لغة أبناء جيلهم الذين إستولوا على السلطة. ولحسن حظ من هرموا في المعارضة أنهم فهموا رسالة الشباب بسرعة وسينقذون بذلك مساراتهم السياسية بمصالحة تاريخية، بعدما تركتهم السلطة يركضون وراءها لعقود دون أن يصلوا إليها أو يغيروها من داخلها أو من خارجها ولا من داخل البلاد أو من خارجها.

لكل زمان شبابه إذن وهذا زمن سعيد بوتفليقة ومن معه هناك في أعالي العاصمة وزمن محسن بلعباس وجيلالي سفيان ومن معهما في زرالدة.

Â