الرئيسية التعليق الانهزام 'وحيد' والانتصار له الف 'راوراوة'!!


بمرارة

كمال زايت

الانهزام 'وحيد' والانتصار له الف 'راوراوة'!!


  كمال زايت    

مقالات سابقة للكاتب

- حكومة عاجزة!
- شكرا لك وحيد، إلى لقاء!!
- شاورهم 'ودير رايك'!

عشية المباراة الحاسمة التي سيلعبها المنتخب الجزائري أمام نظيره الكوري، بدأ الكثيرون يحضرون السكاكين لذبح المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش. كم هي صعبة و"غدّارة" كرة القدم، وخاصة في بلادنا.

منذ الخسارة أمام بلجيكا وأوبيرات الانتقاد والاستهزاء من المنتخب وخياراته مستمرة دون انقطاع، وفيها تلعب الصحافة (في معظمها) دور "الطبال"، فالكثير من صحافيينا، للأسف، يتحوّلون إلى "مدّاحات" عند الفوز، دون التوقف عند أي نقطة سلبية، وعند الخسارة إلى "ندّابات" يلعنون كل شيء، ولا يثمّنون أي شيء إيجابي يمكن مواصلة البناء عليه، وهو ما جعلنا ربما نهدم كل شيء في كل مرة، ونحاول إعادة البناء من جديد.

ونفس الدور يقوم به التقنيون الذين لا يتقن الكثير منهم شيئا، سوى استغلال فترات الريبة والشك من أجل مهاجمة المدرب البوسني، لأنه قال فيهم كلمة حق أغضبتهم، وجعلتهم يتحيّنون الفرصة من أجل مهاجمته وتصفية حساباتهم معه.

صحيح أن بعض خيارات المدرب في المباراة كانت خاطئة، وأن الانتقاد كان ضروريا، لكن شتان بين الانتقاد والتحامل. وأتذكر مرة أن وحيد حاليلوزيتش قال في ندوة صحفية مخاطبا الصحافيين: "تهاجمونني وتتحاملون علي لأني أجنبي، سيأتي يوم وأرحل، ولكن ماذا بعد...؟!".

الشيء الملفت للانتباه هو أن الجمهور (على الأقل ممن التقيتهم) غير ساخط على المدرب. صحيح أن هدف الفوز أصاب عشاق الخضر بإحباط، لكن لم أسمع، وكنت في ذلك الوقت في ساحة البريد المركزي التي غصّت بآلاف الأنصار، أحدا شتم المدرب، بل كان هناك شعور أن الفريق أدى ما عليه، وأن الكرة لها منطقها في النهاية! عكس ما كان عليه الحال في عهد المدرب السابق رابح سعدان الذي كان يجد مساندة ودعما وأعذارا في الصحافة ومن طرف التقنيين، لكنه كان يستقبل بكثير من السخط في الشارع وفي المدرجات، خاصة في الفترة الأخيرة التي سبقت دفعه إلى باب الخروج.

مهما كانت نتيجة مباراة كوريا، فإن حاليلوزيتش راحل عن هذا المنتخب، وهذا أمر قضي منذ أشهر، لأن مزاج الرجل وشخصيته لا تتناسبان مع مزاج وشخصية حاكم قصر دالي ابراهيم، الذي لم يطالب أحد (على الأقل في الصحافة ومن التقنيين) بمحاسبته أو استقالته، باعتباره مسؤولا أيضاً عن النتائج، وذلك تبعا للمقولة التي إذا عدلت تصبح كالآتي: الانهزام "وحيد" والانتصار له ألف راوراوة"!!

Â