الرئيسية التعليق فتنة غرداية، هي التحذير من الانزلاق


..في كلمات

عبد الحكيم بلبطي

فتنة غرداية، هي التحذير من الانزلاق


  عبد الحكيم بلبطي     hakimbelbati@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- الدستور للسلطة أم للمجتمع؟
- الجيش في غرداية، هل هي البداية؟
- تطهير الإعلام من خصوم العهدة الرابعة

 

كيف نتصور المستقبل؟

فتنة غرداية، هي أمامنا بكل تعقيداتها تطالبنا بالوقوف الى جانب الحق. فهل يتحقق الحق بمجرد وقوفنا مع فريق على آخر؟

مشكلة النظام في الجزائر، بالإضافة الى كونه غير متطابق مع معايير الديمقراطية، أنه غرس دائما رأسه حيث لا يرى و لا يسمع بشيء اسمه التنوع و الاختلاف. يخشى التنوع، و يخاف الاعتراف بالاختلاف.

ما تم بناؤه من مسلمات، لم يؤد الى تغييب الحقائق. فهناك تنوع ما كان ليخيفنا. ما يحدث في غرداية اليوم، و من شهور أو سنوات، لم يكن موجودا في حقب سابقة. لكنه هو اليوم موجود. و يحذرنا من الاستمرار على نهج نفي الآخر سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، و أساسا تفادي النفي الثقافي.

تبدأ الفتن لحظة بدء العمل بقاعدة الاقصاء، أو حين تكبر الرغبة في الهيمنة. لذى، ليس من المصلحة تشجيع فريق على آخر.بل يكون التشجيع بتشييع العنف، و بتغليب الحوار.

 ما يحدث في غرداية يؤسس لفكرة مستبعدة اليوم، لكنها ممكنة التغلغل، و هي استيراد صراعات ذات طابع طائفي ديني، لتكون الى جانب الصراعات اللغوية و العرقية.

الحل ممكن و غير مستعصي على المجتمع الجزائري. بدايته هو في نبذ الفراق بالتعبير عن ذلك من خلال الوسائط الاجتماعية. و من خلال التعبير عن احترام التنوع اللغوي و الثقافي. لسنا في حاجة لانتظار قرار سياسي بذلك. فالمطلوب هو التعبير بصوت مسموع عن رفضنا لما يؤدي الى تفتيت مجتمع ما كان لسياسييه التلاعب بمكوناته، و ما كان لجزء من النخبة التعاطي مع الموضوع  من أجل مزايا أو بحثا عن شهرة على أنقاض فتنة.

المستقبل سيكون صنيعة مواقف اليوم. فلا يوجد ما يؤدي الى الخوف من دستور يعترف بمكوناتنا على اختلافها. بل المطلوب أن يكون هذا النوع من الدساتير مطلبا وطنيا.فلا نجعل من دورنا كدور إبليس. بل دور مواطن يسعى الى "المُوَاطَنَة".وذلك ليس بمستعصي على شعب يريد الحياة.