كان من الصعب توقع تراجع جدية مشاورات دستورية إلى ما دون مستوى عمل لجنة بن صالØ. كنا نظن أنها تمثل الصيغة الدنيا من مشاورات سياسية. لكن، Øقق أويØيى المعجزة. Ùهو يجري "دردشات" ÙÙŠ صمت، يقال إنها جاءت بأمر من الرئيس شخصيا، بهد٠صياغة دستور "تواÙقي" ÙŠØمي الØقوق، ويزيد ÙÙŠ الØريات، ويضمن المناÙسة الشريÙØ©. والكل، من أجل تشييد ديمقراطية تتأسس على التداول الديمقراطي على الØكم، على الأقل، هذا ما جاء ÙÙŠ شكل وعود خلال الØملة الرئاسية.
لكن على أرض الواقع، لا نلمس ما هو قريب من هذه القيم. نعيش Ù†Ùس الأجواء التي تميز العلاقات السياسية والاقتصادية أو التجارية. والنموذج الممكن استخدامه لتقصي أثر ما تنوي السلطة القيام به، هو بعث قضية يومية "الÙجر"ØŒ لتكون الرسالة موجهة إلى من بقي خارج سرب الممتنين لبركات أصØاب العهدة الرابعة.
Ùالقضية مع "الÙجر" تدور Øول ديون على الجريدة. هذا ما يبرز Ùوق Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ù‚Ø¶ÙŠØ©. أما ما تخÙيه، Ùهو أمر آخر.
لقد تقرّر استهدا٠الÙجر من دون باقي العناوين التي لديها ديون. والسؤال: إذا لم تكن مواق٠الجريدة هي المستهدÙØ©ØŒ لماذا تبقى العملية ممØورة على عنوان دون آخرين؟
لا ننكر القول بأن الوسط الإعلامي ÙŠØتضن أكثر من ناشر، سلوكه من سلوك الخدم ÙÙŠ بلاط الØكم.
هناك Øاجة ملØØ© لإعادة النظر ÙÙŠ صياغة Ù…Ùهوم "الاستقلالية"ØŒ مثلما هناك ضرورة Øيوية إلى مراجعة وتصØÙŠØ Ù…Ø¯Ù„ÙˆÙ„ "الخدمة العمومية" والارتقاء بها إلى مصا٠"الخدمة الاجتماعية"ØŒ Øيث لا يطغى طر٠على آخر ÙÙŠ الاستÙادة، أو ÙÙŠ استغلال تلك الخدمات. Ùوسائل الدولة لا يجب أن تبقى Øكرا بين يدي الØكومة. Ùهي خطر على المبدأ وعلى الخدمة. وبالتجربة السابقة والØالية، نرى كي٠تØتكر الØكومات وسائل المجتمع لتخدم مصالØها، وتعاقب معارضيها، مستخدمة وسائل وموارد بشكل غير قانوني.
Ùمن ÙŠØاسبها، ومن يراقب أعمالها؟
ستجد الØكومة، ÙÙŠ جو كهذا من يتعامل معها من وسائل إعلامية، همها الØصول على الإشهار العمومي. Ùهي تدير الإشهار العمومي بذهنية مال البايلك. وما Øديثها عن تطهير القطاع إلا مسرØية يعاد بثها كل سنة أو سنتين، لأن التطهير الÙعلي يبدأ من اØترام والالتزام بقوانين المناÙسة. Øماية للعدالة الاجتماعية، وصيانة للمال العام.
لا أتّصور Øكومة، اليوم، قادرة أو ذات إرادة لتقدم على خطوات ستÙقدها السيطرة على وسائل الدعاية، خصوصا ÙÙŠ مرØلة استÙاقة المعارضة، التي تØدّت السلطة عندما جمعت أطراÙها ÙÙŠ زرالدة، وعقدت ندوة Øضرتها شخصيات وأØزاب ذات مصداقية ورؤية.
من يطبع معظم الجرائد المدانة، ومن ÙŠØتكر الإشهار العمومي ويقوم بتوزيعه ÙÙŠ شكل ريوع وغنائم، هو الطر٠الأساسي ÙÙŠ معادلة تعميم الÙساد ÙÙŠ الوسط الإعلامي، وهو الطر٠المركزي المطالب منه تطهير Ù†Ùسه من الشوائب والعلائق Øتى يتØرّر القطاع الإعلامي من ضغوط تأثير المال على مهنية أصبØت مكبوتة.
إذا كان وزير الاتصال واع بما يقوله عن التطهير، وإذا كانت الØكومة جادّة ÙÙŠ وعود برنامج الØملة والتعديل الدستوري لضمان Øريات أكبر وأكثر، ليتخذوا الخطوة الضرورية المؤدية إلى رÙع الاØتكار، عن طريق اØترام Øرية المناÙسة. ولتكن السلطة القدوة ÙÙŠ استعمال Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø´ÙاÙية.
كل مرة تتØدث Ùيه الØكومة عن التطهير، تعود بنا الأذهان إلى عمليات الأيادي النظيÙØ© التي Ù†Ùذتها أول Øكومة ترأسها Ø£Øمد أويØيى من Øوالي عشرين سنة(!) رÙعت شعار التطهير لتخلق جو من "البسيكوز" جعل من المسيّر، من شدة الخو٠على مصيره، دمية مجردة من Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§Ø¯Ø±Ø©.
مازلنا بعد كل هذه السنين نقيم بØÙŠ المنÙى، بعيدا عن الØÙ‚. أويØيى يعد بØريات دستورية، ÙˆØكومة تعيد قراءة ما كتبه "سي Ø£Øمد" ÙÙŠ كراس أوساخ، تركه بدرج مكتبه يوم قرّر شنّ Øملة الأيادي النظيÙØ©.
هل تÙØªØ ÙˆØ²Ø§Ø±Ø© الاتصال ملÙات اقتسام المال، أم تطوي المل٠القديم وتÙØªØ Ø¢Ø®Ø± تÙاخر بأنه من دون سوابق؟ Ùعلت ذلك من قبل، عشية Øلّ شركة "هولدينغ" كان يشر٠على القطاع. Ùبقرار امتصت ديون المطابع، وصادقت على ما تم توزيعه من إشهار، ثم ÙتØت صÙØØ© جديدة، خطّت سطورها بØبر الÙساد المنتشر اليوم.
كي٠يكون التطهير؟
الطريق المؤدية إليه تمرّ عبر اØترام المناÙسة، وتطبيق الشÙاÙية. والسلطة غير مهيأة لذلك. Ùمصدر قوتها آت من الاØتكار، وأيضا من الغموض. وهذا ما ÙŠÙسر، إلى Øد بعيد، اعتماد الØكومات على لغة غامضة ومبهمة، وتÙضيلها استعمال كلمات كبيرة، يتم تقزيمها بمجرد إطلاقها ÙÙŠ الهواء الواسع الشاسع.
Ùماذا يعنيه "التطهير" ÙÙŠ جو لا متناه من العلاقات غير الشرعية؟ وأي تطهير من دون تØديد الإطار ولا الزمن Ùˆ لا الوسائل؟
التطهير القادم هو جولة جديدة للانقضاض على المخالÙين للرأي.
hakimbelbati@yahoo.fr