الرئيسية حوار وملف حوار

الروائي الحاج أحمد صديق الزيواني لـ "يڤول"

الحركة النقدية ليست ناكرة للعمل الإبداعي، إنما هي عاجزة عن مواكبة الحركة الإبداعية الانفجارية


03 ماي 2014 | 15:53:00
shadow


الكاتب :


دخل الحاج أحمد صديق الزيواني عالم الكتابة الإبداعية برواية ناجحة صدرت عن منشورات "فيسييرا" بعنوان "مملكة الزيوان"، تناول من خلالها تاريخ وواقع منطقة "توات"، عبر ثلاثين سنة من وجودها..

 

كيف تقرأ الفضاء الروائي حاليا؟

الفضاء الروائي الجزائري يمكن النظر إليه وتوصيفه من زاويتين، الأولى: من جهة كاتبه والذي تؤثثه حاليا عدة أقلام متباينة في تكوينها وخلفياتها، من هاوٍ إلى مكرّس محترف، وبين كاتب نزح من مملكة الشعر، ليغرّد على تيمات الرواية وأيقوناتها، مجرجرا معه شاعرية طافحة، وبين صحفي استهوته الرواية فكتبها بتقريريته الصحفية، العالقة في لا شعوره، وبين ناقد أكاديمي مشرّح للنصوص، استهوته غواية الإبداع، وفي الأخير يبقى المعيار في نجاح الكاتب الروائي، هو مدى مقدرته على الصناعة الروائية والبناء الفني والدرامي للنص، دون مراعاة طفولته في الكتابة من كهولته، هم كُثر الشباب الشعراء والصحفيون الذين نجحوا في طرق باب الرواية، وأنتجوا نصوصا إبداعية أحسن من بعض الأسماء المكبّرة بالتكبير الإعلامي والضجيج الغوغائي. الثانية: من جهة موضوعه، وتبدو مشكلة الموضوع الروائي الجزائري من أبرز المعيقات التي جعلت النص الروائي الجزائري لا يقفز نحو الجوائز العالمية كالبوكر وغيرها، حيث لاحظنا خلال السنوات الأخيرة اهتمام البوكر بفرادة موضوع الرواية، ومعالجته للراهن العربي والإنساني.

 

هل هذا يعني أن كتاباته موغلة في الذاتية؟

كل كاتب مهما حاول في والوعي أو اللاوعي أن يبرأ عن الذاتية فلن يتمكن، لأنه في الأخير لا يكتب إلا ذاته متخيلة، لكن عندنا ما يسمى بالأدب الاعترافي والتقريري، وهو ما جعل الرواية الجزائرية لا تجاري الرواية المغربية مثلا.

 

 ما رأيك في ظاهرة الاعتراف المشرقي في مقابل الصمت المحلي، هل الرواية الجزائرية محكوم عيها أن تحوز على الاعتراف من المشرق؟

لا ننكر أن دول الخليج احتضنت السرد الروائي، وألبسته من زيوت بترولها تاجا، ما دعا الكتّاب لأن يتزاحموا على كتابة الرواية، أملا في تكريم، أو طمعا في جائزة، وهو أمر أعتبره صحيا، أما بخصوص الصمت المحلي، فإني أرده إلى ظاهرة مشينة في كتّابنا الصحفيين ونقادنا، وهو تقديم ونقد الشلّة، ولن تتقدم الرواية الجزائرية إلا باجتثاث هذا الوباء من جذوره، بالرغم من وجود كتّاب صحفيين ونقاد نزهاء، يقولون للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، لكن تبقى قليلة في مقابل السيل الجارف من الشللين، الذين يكرّسون أدبا ضعيفا.

 

لماذا ترفض الحركة النقدية مسايرة الحراك الإبداعي؟

في الحقيقة أن الحركة النقدية ليست ناكرة للعمل الإبداعي، إنما هي عاجزة عن مواكبة الحركة الإبداعية الانفجارية التي تشهدها الساحة الأدبية عندنا بالجزائر، في الشعر والسرد، من لدن أقلام شابة أربكت الجيل الذي قبلها، المصبّغ بالإيديولوجيا، فالأستاذ الجامعي المتخصص في النقد، لازال منغلقا على محاضراته ومذكراته في المدرجات مع الطلبة، دون الالتفات للأعمال الإبداعية.

حاوره: ياسين مراد



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق