الرئيسية التعليق ال'خضر' نعم.. لكن


ببساطة

م. إيوانوغان

ال'خضر' نعم.. لكن


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- عذرا يا إيبوسي
- تغيير اللهجة لا يعالج المرض
- حمار علامة 'مرسيدس'

تزامنت فرحة الفوز في البرازيل مع عملية إرهابية ذهب ضحيتها جندي برتبة عريف. الخبر لم يرق للصفحات الأولى في الصحافة الوطنية الصادرة اليوم، لكنه يرقى لتحذيرنا من الإفراط في الفرحة ونسيان همومنا.

المونديال فرصة للتعبير عن الوجود والجزائريون أسمعوا صوتهم في البرازيل أكثر من أنصار أي منتخب آخر. ومن يستمع ل"وان تو ثري فيفا لالجيري" في ساو بولو او بورتو أليغرين يشعر وأن الجزائر بلد يقع في أمريكا اللاتنية ولا يفصله المحيط الأطلسي على البرازيل وسكانه ليسوا بحاجة للمرور على مطارات عديدة قبل الوصول على بلد السامبا.

وفوق كل ذلك، سيعتقد أن الجزائري يتقاضى راتبا يسمح له بقطع البحار والمحيطات دون عائق مادي... هذا إذا سلمنا أن غالبية شعوب العالم تكسب قوت يومها من عملها اليومي. أما إذا كانت الغالية من البشر في هذا الكون يعيشون من خزينة الدولة مثلنا فسأسحب ملاحظتي في هذا المقام، وأعود إلى خبر الجندي الذي راح ضحية إنفجار بلدية سيدي عبد العزيز بجيجل.

وهنا علينا أن نتذكر الصدمة التي خلفتها في نفوس الجزائريين وفي مؤسسات الدولة، أرواح أولئك الجنود الذين راحوا ضحية سقوط طائرة عسكرية، ثم أولئك الذين راحوا ضحية إعتداء إرهابي في تيزي وزو . وهل الجندي الذي إستشهد في جيجل أساء إختيار توقيت إستشهاده؟

صحيح عدد الضحايا له وزنه في مثل هذه الأحداث، لكنه واضح تماما أن الموت عندنا لم يعد له معنى إلا عندما يتعلق بإستغلاله سياسيا. ولأن السياسة وجدت مادة أولية بديلة غير مكلفة للأرواح والدموع والغضب... فتلك الأرواح التي تسقط على هامش الفرحة لا تستدعي الانتباه والحسرة ... ولهذه الأسباب وجد الارهاب قاعدته في الجزائر.