الرئيسية سياسة أحزاب

سعيد سعدي

عبان لم يتنكر للمبادئ الاسلامية وبوضياف لم يؤمن بالدولة الاسلامية


22 أوت 2014 | 22:47
shadow

نفى سعيد سعدي، الرئيس الأسبق لحزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، اليوم، أن يكون عبان رمضان قد تنكر للمبادئ الاسلامية كما نص عليها بيان اول نوفمبر. وأرجع الجدل الذي تثيره أرضية الصومام إلى يومنا هذا للحملة الشرسة التي شنتها القاهرة آنذاك ضد مؤتمر الصومام بإيعاز من بلة.


الكاتب : محمد إيوانوغان


وشرح سعيد سعدي، الخلفيات التي كان يستند إليها عبان رمضان وكذا مهندسو بيان اول نوفمبر، ليبرز في محاضرته التي ألقاها بمناسبة الملتقى المخلد لمؤتمر الصومام الذي نظمه الأرسيدي أيام الأربعاء والخميس والجمعة، أن "المبادئ الاسلامية لا تعني أبدا إقامة دولة إسلامية ووضع قوانين إسلامية…". وذكر سعدي في هذا الاطار السياق الذي إنعقد فيه مؤتمر الصومام، حيث تميز بحملة إستعمارية كانت تقدم الثورة التحريرية على أنها إنتفاضة متطرفة، زيادة على التدخلات المستمرة للرئيس المصري جمال عبد الناصر في شؤون الثورة الجزائرية… فكان رد كل من عبان رمضان والعربي بن مهيدي كالتالي "حرب الجزائر ليست حربا دينية وهدفنا ليس إعادة بعث دولة تيوقراطية تجاوزها الزمن. الدولة الجزائرية ستكون ديمقراطية إجتماعية… الثورة الجزائرية لم تولد في القاهرة ولا في موسكو ولا في لندن ولا في واشنطن"…

أما عن عبارة "المبادئ الاسلامية" التي وردت في بيان أول نوفمبر، فقال سعدي أن الراحل محمد بوضياف والشهيد ديدوش مراد هما من أدرجاها في البيان. ودعا سعدي الحاضرين للنظر في مسار بوضياف ليستنتجوا أن الرجل لم يتصرف عن قناعة إيديولوجية قطعية كان يحملها الرجل، بقدرما كان يبحث عن تعميق القطيعة بين الجزائريين والمعمرين. أما ديدوش مراد، فدعا سعدي أيضا إلى دراسة معمقة لفهم الدوافع التي جعلته يقرر إدراج المبادئ الاسلامية في بيان اول نوفمبر.

وتساءل سعيد سعدي لماذا تحظى إنتفاضة الشمال القسنطيني يوم 20 أوت 55 بالاجماع اليوم وهي التي كانت محل جدل في زمانها، بالنظر إلى رد الفعل الاستعمار والثمن الذي دفعه الشعب الجزائري نظير قرار زيغوت يوسف، بينما تثير ارضية الصومام الجدل بعد 50 سنة من الاستقلال ولم يكن يعارضها في وقتها إلا بن بلة؟ الجواب بالنسبة لسعدي بسيط،هو أن احداث 20 أوت 55 لا تحمل أي ضبغة إيديولوجية، أما أرضية الصومام "فرسمت ملامح ما ستصبح عليه الدولة الجزائرية المستقلة". وهي ملامح إختفت منذ الاستقلال إلى اليوم، بدأ بإنطفاء حلم الاتحاد المغاربي الذي كان يرمز له تاريخ 20 أوت (زيغوت يوسف إختار تاريخ 20 أوت تضامنا مع المغرب الذي عرف نفي ملكه محمد الخامس يم 20 أوت 53) وبقاء الحدود الجزائرية المغربية مغلقة غلى اليوم. زيادة عن الجمهورية الديمقراطية التي حلت محلها "سلطة العصب" على حد تعبير سعيد سعدي، الذي إختتم محاضرته قائلا "الوقت ما زال طويل لنبحث عن سر إستمرار نظام تنكر للقيم التي أنجبته".



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق