الرئيسية التعليق شكرا لك وحيد، إلى لقاء!!


بمرارة

كمال زايت

شكرا لك وحيد، إلى لقاء!!


  كمال زايت    

مقالات سابقة للكاتب

- الانهزام 'وحيد' والانتصار له الف 'راوراوة'!!
- حكومة عاجزة!
- شاورهم 'ودير رايك'!

أخيرا، أسدل الستار على مغامرة الخضر في المونديال البرازيلي. كم كُنْتُمْ رائعين يا رجال، كم كنت جزائريا أكثر من بعض الجزائريين يا وحيد حاليلوزيتش!!

شكرا لك، وإلى لقاء قادم!

قد نواجه منتخبا تدربه أنت مستقبلا، لأنك لن تبقى في البيت تتربص بالمدرب القادم لتصيد عثراته وأخطائه، ولن تطرد من تدريب نادٍ صغير بعد فترة قصيرة، وحتما لن "تبزنس" في الأقمصة الرياضية! لأنك مدرب كبير يا "كوتش"!

أتذكر أول ندوة صحفية عقدتها، وكنت بين من حضروها، وأتذكر كيف كنت تتحدث عن المنتخب الذي درسته وحللت طريقة لعبه، ومكامن النقص ومواطن الضعف، أحضرت معك سبورة ورحت تشرح لنا وكأننا عدنا معك إلى المدرسة! وأتذكر أنك قلت لي لما سألتك مرة عن ذهنية اللاعب الأساسي الذي لا يفقد مكانه مهما حصل، مثلما كان في عهد سعدان، فأجبتني بأنه حتى لو كان لديك ميسي في الفريق، ستجلسه على كرسي البدلاء إن تراجع مستواه.

حضرت لك عدة ندوات أخرى وسمعتك "تمسح الأرض" بصحافيين كانوا يفبركون لك حوارات، وتسخر من آخرين نصبوا أنفسهم ناطقين بشأن كريم زياني "ونسيبو" وباقي الشلة، ويضيّعون نصف الندوة الصحفية في طرح أسئلة عن سبب استبعادهم! وأتذكرك وأنت تقول لمن يهدّدونك من الصحافيين عن طريق الأس أم أس "دزوا معاهم"، كل هذا ورفضك أن يتدخل هذا أو ذاك في صلاحياتك خلق حولك أعداء، حتى راوراوة لم يتحمّل شخصيتك القوية، ورفضك الرضوخ لقراراته ورغباته! لذا اتفق الجميع على ضرورة رحيلك!!

بعد الظهور الباهت للمنتخب في نهايات كأس إفريقيا سلوا السكاكين، ونصبوا لك المحاكم، وخرج الفشلة من المدربين الذين لم يجدوا فريقا يطلب خدماتهم من صمتهم ليفرغوا ما في أنفسهم من حقد ومن غلٍ ومن غيرة!

شعرة معاوية قطعت لما أدليت بتصريحات لقناة "فرانس24"، والتي قلت فيها إنك لا تخشى راوراوة، وارتكبت - دون أن تدري- جرم إهانة "هيئة نظامية". هنا اتفق الجميع على ضرورة رحيلك، بل تعرّضت لهجوم شرس من طرف صحافة كانت "راوراوية" أكثر من راوراوة نفسه أو بإيعاز منه، بل هناك من حرّض على إقالتك قبل المونديال، واستقدام مدرب كبير!! ولكن الأمر بدا صعب التنفيذ، خاصة أنه لا يوجد مدرب محترم يقبل أن يتولى قيادة منتخب على بعد شهرين من المونديال!

ذهبوا واتفقوا مع خليفتك، كريستيان غوركوف (مدرب من الدرجة الثالثة أو الرابعة)، نفخوا فيه، ولمعوه وحاولوا "بيعه" لأنصار الخضر على أنه مدرب كبير، مثلما نجح وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، في بيعه لسلال خلال زيارته، مع الإشارة إلى أن لودريان كان عمدة لمدينة لوريان التي قضى غوركوف معظم سنوات مشواره التدريبي في الإشراف على العارضة الفنية لنادي المدينة!

رغم ذلك، ذهبت إلى المونديال وأنت عازم على تحقيق مشوار كبير، ولما خسرت المباراة الأولى، فتحوا عليك النار. تحالف المنافقون والفاشلون، ولكنك فاجأت الجميع أمام كوريا الجنوبية، وسجلت أربعة أهداف كاملة، وذلك خير رد على الذين ذهبوا إلى مونديال 2010 وعادوا دون تسجيل هدف واحد، أما أنت فسجلت سبعة أهداف كاملة.

الإنجاز حققته أنت وسيحمل اسمك واسم لاعبيك، تأهلتم إلى الدور الثمن النهائي، ووقفت ندا للند أمام الألمان، لعبت بطريقة جميلة أدخلت الفخر إلى نفوس الأنصار الذين بكوا معك، لأنهم شعروا بصدقك، ولم يفقدوا الثقة فيك رغم الداء والأعداء.

شكرا وحيد، ارحل في سلام، سنفتقدك كثيرا، وسنندم عليك حيث لا ينفع الندم!