الرئيسية التعليق شاورهم 'ودير رايك'!


بمرارة

كمال زايت

شاورهم 'ودير رايك'!


  كمال زايت    

مقالات سابقة للكاتب

- حكومة عاجزة!
- شكرا لك وحيد، إلى لقاء!!
- الانهزام 'وحيد' والانتصار له الف 'راوراوة'!!

المشاورات السياسية التي شرعت فيها السلطة بخصوص تعديل الدستور خير تعبير عما وصلت إليه البلاد من عبث. أول ملاحظة هي أن المشاورات لم تجري حول طاولة مثلما كان عليه الأمر سنة 2011، بل الأمر يتعلق بجلسة مريحة على أرائك فارهة في صالون رئاسي، وهو ما لا يوحي بأن الأمر يتعلق بمشاورات، بقدر ما يعطي انطباعا بروتوكوليا يشبه تلك اللقاءات التي ترادفها جمل مثل: "وقد بحثا المسائل ذات الاهتمام المشترك" و"أبديا ارتياحهما للمستوى الذي بلغته العلاقات بين البلدين".

من جهة أخرى عدم السماح لوسائل الإعلام بحضور هذه المشاورات، معناه أن السلطة نفسها غير مهتمة أو غير معنية بالتغطية الإعلامية الواسعة لهذه المشاورات، ورغبتها في إبقائها في إطار مؤسساتي رسمي ضيق.

أما الملاحظة الأخيرة هي نوعية الشخصيات التي استقبلت حتى الآن، فلما يستقبل أويحيى كل من عبد العزيز زياري ويزيد زرهوني وفاروق قسنطيني (الذي يفهم ويتحدث في كل شيء) يحق لنا أن نتساءل عن دوافع سلطة لم تعد تنظر لنفسها في المرآة، لكنها تريد أن تسمع رجع صوتها، بدليل أنها تحاور نفسها، ولا أحد يعلم الفائدة التي يمكن أن تجنيها من محاورة رجالها ونفسها حول مشروع أعدت خطوطه وحدوده سلفا، وهي في الأخير ( السلطة) ستفعل ما تشاء.

ولعل الصورة "المضحكة – المبكية" هي أن عبد القادر بن صالح هو من استقبل أويحيى سنة 2011 بصفته أمين عام "الأرندي" لسماع اقتراحاته بخصوص تعديل الدستور، وفي سنة 2014 فإن العكس هو الذي سيحدث، أي أن أويحيى سيستقبل بن صالح بصفته أمين عام "الأرندي" لسماع مقترحاته، سلطة تحاور نفسها ورجالها يغيرون مواقعهم، لكن الوضع مازال على حاله، بل يمكن القول دون مبالغة أننا نسير من سيء إلى أسوأ.