شرعت Øكومة عبد المالك سلال ÙÙŠ إعداد مشروع تقسيم إداري جديد ستتمخض عنه ظهور ولايات جديدة ومن ثمة دوائر وبلديات كثيرة، وجاءت هذه الخطوة تنÙيذا للوعود التي أطلقها وكلاء الرئيس أثناء زيارتهم لبعض الدوائر طيلة الØملة الانتخابية.
وبغض النظر عن عدد الدوائر والبلديات المعنية بهذه العملية، وعن جدوى إضاÙØ© ولايات جديدة، Ùإن السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن يتعلق بالمقاييس التي اعتمدت عليها الØكومة ÙÙŠ اختيار الدوائر التي سيتم ترقيتها إلى ولايات. ثم هل الجزائر بØاجة إلى ولايات ودوائر وبلديات جديدة؟ وهل التقسيم الإداري الجديد سيساهم ÙÙŠ تقريب الإدارة من المواطن وسيØدّ من البيروقراطية ويØرّك عجلة التنمية، وهي المبررات التي أراد بوتÙليقة تسويقها للجزائريين؟ أم أن التقسيم الجديد الذي ستترتب عنه تبعات وانعكاسات مالية ضخمة سيلتØÙ‚ بركب إخÙاقات الولايات الجديدة ÙÙŠ القضاء على البيروقراطية وبعث التنمية المØلية.
ÙˆÙÙŠ النهاية، هل أن البيروقراطية والتنمية ÙÙŠ الجزائر مشكلة سياسية أم تقنية؟
بالرجوع إلى التقسيم الإداري الأخير المعتمد سنة 1984 الذي أثار الكثير من التØÙظات، نجد أن الشخصيات الناÙذة ÙÙŠ السلطة، آنذاك، كان لها الدور الØاسم ÙÙŠ ترقية بعض الدوائر إلى ولايات رغم عدم توÙرها على الØد الأدنى من الشروط الضرورية لذلك، والنتيجة عجز هيكلي متواصل وعجز مالي أدى بالسلطات العمومية إلى التدخل لتعويض هذا العجز بصورة دورية من خلال Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙˆÙ†. ويمكن الجزم بأن تقسيم 1984 لم يكن نتيجة دراسات علمية تقنية سوسيولوجية معمّقة، بل طغت عليه الØسابات السياسية للسلطة ÙÙŠ تلك الÙترة.
ما هو مطلوب من السلطة، اليوم، هو إعادة تنظيم الإقليم على أسس علمية، من خلال دراسات استراتيجية معمّقة تأخذ بين الاعتبار خصوصيات كل منطقة والبØØ« عن الØلقة المÙقودة التي من شأنها ÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ أمام الجهد المØلي، وهذا لن يتØقق، بالأكيد، إلا ÙÙŠ ظل ديمقراطية Øقيقية تØرّر منتخبي الشعب بالمجالس البلدية من قبضة الإدارة ممثلة ÙÙŠ رئيس الدائرة ووالي الولاية، على شرط أن يختار الشعب ممثليهم بكل Øرية ÙÙŠ ظل انتخابات تعدّدية.
أما عن البيروقراطية وبعد الإدارة عن المواطن Ùهما وجهان لعملة واØدة، بل إن البيروقراطية هي عنوان بعد الإدارة عن المواطنين، والبعد هنا لا يقاس بعدد الكيلومترات بقدر ما يقاس بالتخل٠التكنولوجي والتعقيدات الإدارية، والرشوة، والمØسوبية ويقاس أيضا بالمركزية الخانقة لكل المبادرات المØلية.
من هذا انطلق، ÙالØديث عن التنمية يبقى مجرد شعار يرÙع ÙÙŠ الØملات الانتخابية والمناسبات المختلÙØ© ما لم تØدث تغييرات نوعية على بنية التسيير القاعدي، بداية بإعادة الاعتبار للبلدية كنواة أولى للتنمية والتسيير الإداري ÙˆÙ…Ù†Ø ØµÙ„Ø§Øيات Ùعلية للمجالس المنتخبة بدل الولاة الذين يتمتعون بسلطات مطلقة بصÙتهم آمري صرÙØŒ وبالتالي المتØكمين ÙÙŠ آليات التمويل والتنÙيذ والمراقبة القبلية والبعدية.
ÙÙŠ الأخير، أريد أن أقول إن المشكلة سياسية بالدرجة الأولى، وسياسة الهروب إلى الأمام المنتهجة من قبل السلطة وصلت إلى نهايتها، وهي تعلم جيدا أن الØÙ„ الØقيقي يكمن ÙÙŠ ديمقراطية Øقيقية ÙˆÙÙŠ صلاØيات للمجالس المنتخبة، ÙˆÙÙŠ توزيع عادل للثروة بدل التقييم الإداري. Â