الرئيسية التعليق الانتقال الديمقراطي في رمضان


ببساطة

م. إيوانوغان

الانتقال الديمقراطي في رمضان


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- تطمينات لعمامرة مخيفة
- حمار علامة 'مرسيدس'
- وداعا ندير

سيعود علينا شهر رمضان دون شك بحلقات من مسلسل توقيف أشخاص بتهمة "إنتهاك حرمة" هذا الشهر الكريم. والاسلاميون الجدد الذي فاقوا في دفاعهم عن الاسلام جراة من قضوا جزء كبير من عمرهم في السجون دفاع عن الاسلام السياسي، سيزايدون في المسألة دون التمييز بين من أفطر ومن صام و دون التمييز بين ما ينص عليه القانون وما تنص عليه ذهنية المجتمع ولا بين ما ينص عليه القرآن صراحة وما تنص عليه عقولهم...

كذلك الشأن بالنسبة للمدافعين عن الحريات الفردية والديمقراطية أكثر ممن قضوا جزء كبير من حياتهم أيضا في السجون دفاعا عن هذه القيم. هؤلاء أيضا سيصعدون اللهجة وسيختزلون غياب الحريات في الجزائر في الافطار في رمضان... والجديد في هذه القضية هو وجود مساعي للتنسيق بين الأحزاب المعارضة في الجزائر بإسلامييها وديمقراطييها من أجل الوصول إلى أرضية سياسية يشترك فيها الجميع وتضمن الانتقال الديمقراطي في بلادنا.

هذا التنسيق قد يرفع من عدد حالات توقيف المنتهكين لحرمة رمضان المقبل، لأنه سيكون إمتحان حقيقي للمنسقين من أجل أرضية الانتقال الديمقراطي. وطريقة تعامل أطراف التنسيقية مع الأحداث قد يفجرها أو يجعلها تقترب أكثر من االمواطن وتفرغ ورقة إنتهاك رمضان من محتواها السياسي وتصبح فعلا فرديا ثم يظهر النسبة الحقيقية للصائمين والمفطرين في بلادنا. وربما الرقم سيصبح بلا معنى إذا فقد مفعوله السياسي ولم يعد هناك خطرا على الاسلام في بلادنا ولا مبرر لخنق الحريات إلا ثقافة العنف والاقصاء والتسلط على الرقاب.

من الصعب تحديد تاريخ بداية ظاهرة الافطار في رمضان عند الجزائريين، لأنها موجودة مع وجود الصوم. ومع ذلك لم تتراجع مكانة الاسلام في مجتمعنا. فهل يحسن أصحاب مبادرة الانتقال الديمقراطي التعامل من مسلسل "إنتهاك حرمة رمضان" هذه السنة لتحقيق مصالحة حقيقية؟ أم ستحسن السلطة إستغلالها لجعل إقتراب الاسلاميين والديمقراطيين غير قابل للتحقيق مثلما لا تقبل السماء والأرض التقريب بينهما.