الرئيسية التعليق ' زمار الحي لا يطرب '


فصل الكلام

علي جري

' زمار الحي لا يطرب '


  علي جري     adjerri@hotmail.com

مقالات سابقة للكاتب

- مسودة تعديل الدستور.. حضرت السلطة وغاب الشعب
- التقسيم الإداري وتوزيع الثروة
- صحافة......تبحث عن سلطة رابعة

 

الواضح والمؤكد اليوم أن  التداول على السلطة  في الجزائر عبر العملية الانتخابية ( الصندوق)  أضحى من المستحيلات ما دام "اللعاب حميدة والرشام حميدة وما دامت المعارضة التي يفترض أنها جاءت لتكون بديل للسلطة انخرطت في فشل النظام ، ولم تقتنع بعد  بأن "زمار الحي لا يطرب"   ، فهل يمكن اليوم  الحديث عن انتخابات حقيقية وعن التداول على السلطة في   غياب أبسط الآليات  الديمقراطية  لضمان حرية ونزاهة العملية . نحن لا ولن تخترع البارود ، ولن نكتشف الماء الساخن عندما نقول أن السلطة في الجزائر اعتقلت العقل وخذرته لتجعل منه شاهد زور على ضياع بلد كان بإمكانه أن يصبح  قوة إقليمية  حقيقية ليس على الطريقة "السلالية"  بطبيعة الحال التي مازالت تستورد " كاسة الحمام ، وطاس الوضوء" وتفتخر بهذا الإنجاز نكاية في العقول التي وضعت علامة " ليست للبيع"   ، لأن أموال البترول باستطاعتها شراء الكثير من العقول المعروضة في سوق " الدلالة" يباع فيه كل شيئ ويشترى ، ثم يعاد تأهيلها قبل أن يطلق سراحها في مهمة كسب منخرطين جدد لدعم جمعية  التملق والتشدق والإنبطاح....

 هناك من  يملك من القابلية  ومن المؤهلات   للانبطاح  ويتلذذ بذلك ، وهناك من ظن أن المال يصنع الرجال ليجد نفسه  على رأس قائمة  أشباه الرجال ، وهناك من تنازل عن حرية رأيه ، وقبل باحتلال عقله  بمحض إرادته ، وهناك من استسلم ومن استقال ومن أقيل ومن همش ومن أبعد ...

بالمناسبة تستحضرني اللحظة وأنا أكتب هذه  الكلمات  قول الشاعر الشيلي الكبير  بابلو نيرودا،  " يمكن لدباباتكم أن تدخل أي مكان ولكنها لن تستطع أن تحتل أغنيتي أو كلماتي "  وترجمت هذه الكلمات في أواخر السبعينات فرقة فنية للأغنية الملتزمة  من ولاية تيارت تقول فيها "  حتى ولو أخنقت صوتي  ملايين أصوات ستغني أو ملايين عصافير ستغني "

اليوم في الرجال معادن  والتغيير نحو الأحسن مسؤولية تقع على عاتق الفرد  والجماعة  " أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "  فالسلطة من حقها العمل لضمان استمراريتا  لكن بالإمكانيات والطرق المشروعة وليس بالغش والترهيب واحتكار الحقيقة  ومصادرة إرادة الشعب  ØŒ والمعارضة من حقها أيضا أن تطمح للوصول إلى سدة الحكم عبر الآليات الديمقراطية المتعارف عليها وهذا من مبررات وجودها،  ولا يحق لها  أن تستمر في زرع الأوهام وتوزيع الأحلام من خلال انخراطها في مسرحيات نهايتها واحدة . تستمر السلطة في التسلط  وتفرخ  وينخرط الجميع في إعادة إنتاج الفشل ØŒ وتكبر الهوة ØŒ وتمر الأيام والسنين والمواطن ينتظر اليوم الذي تحترم فيه مواطنته وكرامته في بلد  استولت السلطة على الماضي  واحتكرت الحاضر، ورهنت المستقبل، في حين عجزت المعارضة في فرض قواعد واليات ديمقراطية  تكفل لكل الجزائريين حق الاختلاف وحق الاختيار . Â