الرئيسية التعليق قصة الصحف الخاصة والمطابع العمومية


ببساطة

م. إيوانوغان

قصة الصحف الخاصة والمطابع العمومية


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- عذرا يا إيبوسي
- نهاية مفعول البحبوحة المالية
- إسرائيل والغضب العربي

الديون جزء من الحياة، يلجأ إليها الفرد وتلجا إليها الدول والحكومات وتلجا إليها الشركات. ولولا وجود الديون لما وجد القرض وبالتالي لما وجدت البنوك والمنظومة المالية من أصلها.

ببساطة سنعود إلى المعاملات التجارية القديمة، أي المقايضة، وحتى هذه الطريقة تأخذ في الحسبان الديون والقروض... بمعنى أمنحك قمحا أو ورقا تطبع عليه صحيفتك وستعطيني مساحة إشهارية مثلا وفق آجال زمنية نتفق عليها.

لكن مؤسسة الطباعة للجزائر وسط إبتدعت أسلوبا جديدا في معاملاتها مع زبائنها، المؤسسات الصحفية. لا ندري إن كانت هذه المؤسسات تدفع تكاليف الطباعة بإنتظام أم هي صائمة على ذلك بإستمرار... لكن من يطلع على أخبار وقف صدور العناوين الصحفية بطريقة فجائية، يفهم أن مؤسسة الطباعة هذه لا تتلقى سنتيما واحد من زبائنها حتى توقف صدور عناوينها. وإذا كانت هذه هي العلاقة التجارية القائمة بين الطرفين، فالأحسن لمدير المطبعة المعنية أن يستقيل من منصبه والأحسن للحكومة أم تحل مؤسسات الطباعة التابعة لها، لتقطع حبل الوريد الذي يربط الصحافة الخاصة بالخزينة العمومية نهائيا ومن ثمة تترك هذا النشاط للقطاع الخاص الذي لا يستطيع أن يسير بغير القواعد التجارية المعمول بها منذ وجود البشرية.

هناك قصة أخرى إذن تربط الصحافة الخاصة بالمال العام وبالحكومة، غير القصة التجارية التي يتحجج بها مدير مطبعة الوسط ووزير الاتصال الجديد. هذه القصة "طال شريطها" على حد تعبير المغني آيت منقلات. وأي "شريط مهما طال، سينهي قصته الزمن" يواصل آيت منقلات، والنهاية التي يفرضها الزمن عادة ما تكون مقصلية، أي الجميع خاسر فيها. وهو ما نبه إليه مولود حمروش أيضا في آخر نقاش نشطه هذا الأسبوع، ليس عن علاقة الصحافة الخاصة بالحكومة والمال العام، بل عن علاقة النظام الحاكم عندنا بكل شيئ في المجتمع وملف ديون الصحف عند المطابع مجرد ورقة بسيطة من بين أوراق كثيرة ملتصقة بأغصان شجرة بلغت سن الشيخوخة و جذعها ينادي بالسقوط لأنه لم يعد قادر على حمل ثقل تلك الأغصان والأوراق...