الرئيسية التعليق إسرائيل والغضب العربي


ببساطة

م. إيوانوغان

إسرائيل والغضب العربي


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- صديقي النيجري
- صديقنا المحتال
- الانتقال الديمقراطي في رمضان

التضامن مع أطفال غزة عبر المسيرات والمظاهرات هو أضعف الإيمان، لكن من شأن المسيرات والمظاهرات التي تتحول إلى أقوى الإيمان لو خرج الجزائريون في كل ولايات الوطن للتنديد بما تعيشه غرداية من عنف وقتل وتخريب للممتلكات...

وليست المرة الأولى التي تتزامن فيها مجازر يرتكبها الجيش الاسرائيلي في حق المدنيين في فلسطين مع أحداث عنف في الجزائر، وفي كل مرة رد فعل هو نفسه: بيانات تنديد ومحاولات تنظيم مسيرة تفرقها قوات الأمن وموقف رسمي مشرف بدلا من موقف رسمي فعال... لكن لا بيان رسمي ولا حزبي ولا جمعوي ولا تضامن شعبي مع أي ضحية عنف تقع في أي منطقة من مناطق الوطن سواء تعلق الأمر بضحية إرهاب أو ضحية قمع الحريات من قبل قوات الأمن أو ضحية أحداث لا نجد لها وصف مثل الذي يحدث منذ أشهر في غرداية.

هنا تفسير واحد لسلوك الجزائريين إتجاه العنف والحقرة التي يتعرض لها الفلسطينيون ثم إتجاه العنف والحقرة التي يمارسونها هم على بعضهم البعض. هذا التفسير مفاده أن الجزائريون ينافقون حين يتظاهرون بالتضامن مع أطفال فلسطين وربما هذا النفاق ليس ميزة جزائرية محضة بل ميزة كل العرب والمسلمين الذي تقدم لهم إسرائيل خدمة كبيرة بقتلها الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، حيث تعطيهم الفرصة لتحويل أنظار الرأي العام عن المشاكل الداخلية لكل بلد من البلدان العربية وتعطي الفرصة لمن يستعد للانتخابات حتى يجند أكبر عدد ممكن من الأنصار... أما القضية الفلسطينية، فنعلم كلنا ماضيها ومستقبلها من 1948 إلى أجل غير مسمى.

وطبعا إسرائيل تفهم جيدا العقلية العربية والاسلامية وتعرف الهموم الداخلية لكل شعب ودولة... ولذلك لا تتأثر بالمسيرات والمظاهرات والبيانات والتنديدات... الموجهة لها من عندنا. وعندما يدرك العرب والمسلمون معنى العنف حقيقة سيصدق تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وستتأثر إسرائيل بمواقفهم وتحركهم...

بل سيتغير العالم حينها